الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الصلاة أو أدائها في البيت دون المسجد

السؤال

تركت الصلاة منذ سنوات طويلة، ولا أصليها إلا في رمضان، لعدة أسباب: السبب الأول أنني أمارس العادة السرية منذ البلوغ، والآن عمري 38سنة، ولم أستطع الابتعاد عنها لقوة الشهوة، ولكنني تبت وكنت أصلي في البيت؛ لأنني اعتزلت العالم الخارجي منذ 10 سنوات، ولا أخرج إلا للحدود القصوى أو إلحاح من العائلة بسبب المرض، وعندما أصلي في رمضان أغتسل، لأنني أشك في الطهارة بكل حركة أقوم بها، وعندما كنت أصلي في البيت قالوا لي بأن الصلاة لا تصح في البيت وأنت جار المسجد، وقرأت بعض الفتاوى ووجدت الكلام صحيحا، ومنذ ذلك اليوم تركت الصلاة، وبقيت على ممارسة العادة السرية، فهل صحيح أن الصلاة في البيت غير مقبولة؟ وإذ كانت مقبولة، فكيف يمكنني إدراك ما فاتني منذ سنين؟ وكيف يمكنني التخلص من العادة السرية؟ وكيف السبيل لإنقاذ نفسي من التهلكة ومن عذاب القبر وعذاب النار؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم هداك الله أن ترك الصلاة من أعظم الذنوب وأكبر الموبقات، بل هو كفر عند بعض أهل العلم، وترك الصلاة الواحدة باتفاقهم أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، كما نقله ابن القيم في أول كتاب الصلاة، وانظر الفتوى رقم: 130853.

فعليك أن تبادر بالتوبة النصوح من هذا الذنب العظيم والجرم الجسيم، ثم إن صلاتك في بيتك صحيحة على الراجح يسقط بها الفرض، وإن كنت تأثم لترك الجماعة، فإنها واجبة على الراجح، ولكن صلاتك منفردا في بيتك أهون بكثير من ترك الصلاة بمرة ـ والعياذ بالله ـ فعليك أن تحرص على أداء الصلاة في جماعة في المسجد، فإن كان لك عذر من مرض أو نحوه يمنعك من الذهاب إلى المسجد، فلا إثم عليك في أن تصلي في بيتك منفردا، ولو صليت في بيتك جماعة مع بعض أهلك تأدى بذلك الواجب عند كثير من أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 128394.

وعلى كل حال، فالواجب عليك المبادرة بالتوبة النصوح وأن تحافظ على الصلوات في أوقاتها وألا تضيع شيئا منها، وأما ما تركته فيما مضى من صلوات ففي وجوب قضائه خلاف بين أهل العلم انظر لمعرفته الفتوى رقم: 128781.

ولبيان كيفية القضاء للصلوات الفائتة انظر الفتوى رقم: 70806.

وعليك إذا خرج منك المني باستمناء أو غيره أن تغتسل، ولا يلزمك الاغتسال ما لم يخرج منك المني، ولا تلتفت للشكوك والوساوس، وأما الاستمناء فإنه محرم يجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى منه، وراجع الفتوى رقم: 7170.

ويعينك على التخلص منه الزواج إن أمكن، وإلا فالإكثار من الصوم ودعاء الله تعالى وشغل وقت الفراغ بما ينفع ومصاحبة الأخيار وترك صحبة الأشرار ومجانبة الأسباب المهيجة للشهوة، واجتهد في دعاء الله تعالى أن يصرف عنك السوء والفحشاء وأن يجعلك من عباده المخلصين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني