الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم الشاب الذي يخشى على نفسه العنت

السؤال

أنا أستاذ أبلغ من العمر 27 عاما، راتبي متوسط، والمعيشة غالية, وأعمل بمنطقة نائية تبعد عن سكن والداي بنحو ثمان ساعات بالسيارة, وهذا السفر يكلفني تقريبا ربع مرتبي الشهري، ولهذا السبب أزورهم أربع مرات في السنة فقط, وأريد الزواج لأني لا أستطيع الصبر أكثر, لكني لا أجد من تقبل الاستقرار معي في مكان العمل، نظرا لصعوبة العيش هناك، حيث لا يتوفر الماء، وليس هناك سكان بجوار المدرسة التي أقطن وأعمل بها، ويجب علي السفر مدة 45 دقيقة لأشتري المؤونة, وكلما فاتحت والدتي في موضوع الزواج تحاول التهرب، وعندما أصر تطلب مني نسيان الموضوع حتى أستقر, بمعنى أن أنتقل من ذلك المكان.
وليست هناك ضمانات للانتقال قريبا، فهذا فقط عامي الرابع بالعمل، وزملائي قد قضوا ما يقارب ثمان سنوات ولا زالوا في مكانهم, وأنا أخاف الله ولا أحب عصيانه، ولا طاقة لي على الصبر، فلم أراسلكم حتى بلغ السيل الزبى, وقد جربت الصوم مرارا ولم ينفع في شيء، فأنا ولله الحمد بصحة جيدة للغاية، لدرجة أن الصوم لا يجدي معي نفعا, فأتمنى أن ترشدوني إلى الحل الشرعي والمتسم بالعقلانية والواقعية, ولو كان بالإمكان أن تزودوني بأحاديث توجب على الأبوين تزويج أبنائهم، لأقنع بها الوالدة.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن خاف على نفسه العنت، وجب عليه الزواج، كما بينا بالفتوى رقم: 219388 ، ويجب عند الإمام أحمد تزويج الابن الفقير المحتاج للزواج، خلافاً للجمهور، وانظر الفتويين: 163807 - 27231 وتوابعها.

ويمكنك أن تذكر والديك - إن كانا موسرين - أن إنفاق الأب على أولاده المحتاجين طاعة من أجل الطاعات، ومن أفضل وجوه الإنفاق إذا ابتغي بها وجه الله، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك. رواه مسلم، وعَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: .. وَمَنْ حَفَرَ لِمَيِّتٍ قَبْرًا فَأَجَنَّهُ فِيهِ أُجْرِيَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ كَأَجْرِ مَسْكَنٍ أُسْكِنَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. رواه الحاكم والبيهقي، وحسنه ابن حجر والألباني، ففي الحديث دلالة واضحة على أن من أسكن إنساناً حياً بيتا، كان له الأجر من الله، حتى جُعِل أجر من حفر القبر، كأجر من أسكن حيًّا منزلا.

وننبهك على أن المقصود بالصوم القدر الذي يكسر الشهوة، لا اليوم، واليومين، بل أكثر من ذلك، ولو بلغ إلى سرد الصيام، وانظر الفتويين: 254686 - 254749 ، ولمزيد الفائدة عن بعض الوسائل غير الصوم التي تعين على التغلب على الشهوة، نوصيك بمراجعة الفتويين: 36423 - 23231 ، نسأل الله أن يحصن فرجك، وأن يعيذك من شر نفسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني