الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاهد الله تعالى وأقسم بكتابه ألا يعود للذنب لكنه عاد

السؤال

عندي ذنب معين، كلما تبت إلى الله منه عدت إليه، ولكرهي لهذا الذنب فقد عاهدت الله على أن لا أعود، ونقضت العهد مع الله، وعدت إلى الذنب، وأقسمت بكتاب الله أن لا أعود، وعدت، مع أني أندم على الذنب، والله يعلم أني أكره معصيته سبحانه، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الإقلاع عن الذنوب أمر واجب بأصل الشرع، ولا يحتاج إلى عهد الله أو القسم به، ولكن العهد والقسم يؤكدان الترك؛ فعلى المسلم أن يحرص على الوفاء بعهده, والبر بيمينه على العموم، وأهمها وأعظمها ما عاهد عليه الله، خاصة إذا كان على ترك معصية، قال تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا {الإسراء:34}، وعليه؛ فإن الواجب عليك الآن التوبة إلى الله تعالى من الذنب الذي اقترفت، ومن نقض عهد الله أيضا، ثم عليك كفارة يمين كلما حلفت وحنثت أو عاهدت ونقضت العهد، وكفارة اليمين مبينة في قول الله تعالى: .. فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ {المائدة:89}.

ونوصيك بعدم القنوط واليأس من رحمة الله تعالى، وبدوام التوبة الصادقة كلما عدت إلى ذلك الذنب، فباب التوبة مفتوح أمام الصادقين، ما لم يغرغر العبد أو تطلع الشمس من مغربها، والله سبحانه يحب التوابين، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما قال عليه الصلاة والسلام، وما دام العبد يذنب ويتوب فإن الله تعالى يسامحه ويتوب عليه، جاء الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن عبدًا أصاب ذنبًا، وربما قال: أذنب ذنبًا، فقال: ربي أذنبت، وربما قال: أصبت، فاغفر لي، فقال ربه: أَعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا، أو أذنب ذنبًا، فقال: رب أذنبت، أو أصبت آخر، فاغفره، فقال: أَعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا، وربما قال: أصاب ذنبًا، قال: رب أصبت، أو قال: أذنبت آخر، فاغفره لي، فقال: أَعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرت لعبدي ثلاثًا، فليفعل ما شاء. أي: ما دام يذنب، ثم يتوب؛ إذ لولا توبته هذه لهلك.

وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 242887 - 222775 - 78925 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني