الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العلاوة المستحقة بموجب شهادة حصل عليها الموظف عن طريق الغش

السؤال

أنا موظف حكومي، التحقت قبل فترة بدورة تخص الحاسب الآلي، التي يطلق عليها (كامبردج) وحصل ذلك في معهد خاص، وكان على حسابي الخاص، وحصل هذا الالتحاق بعد أخذ الموافقة من جهة العمل، والغرض من التحاقي بهذه الدورة هو الحصول على شهادة، من أجل إضافة علاوة لراتبي.
وهذه الدورة تتكون من سبع مواد، وللحصول على الشهادة لا بد من اجتياز تلك المواد بنجاح، اجتزت ست مواد بمجهودي، أما المادة السابعة فلم أجتزها مرتين على التوالي، بعد إعادة اختبارها، وفي المرة الثالثة اجتزتها، ولكن بمساعدة المدرس، وسأخبركم بما حصل: قبل بدء اختبار هذه المادة التي لم أجتزها مرتين، قابلت شخصا يعمل في نفس المعهد الذي أختبر فيه، وليس لي أي علاقة به، إنما معرفة سطحية، وهذه المعرفة تمت من خلال ذهابي للمعهد، ورؤيته لي بشكل شبه دائم، وأكثر ما يحصل بيني وبينه سلام فقط. وأثناء حضوري لتقديم الاختبار، سلمت عليه، ورحب بي، وقال لي: كم بقي لك من المواد؟ فقلت له: بقيت لي مادة واحدة فقط، وقال لي: ما اسم تلك المادة؟ فأخبرته عنها، ولم أطلب أي مساعدة منه أبدا، فقال سوف أكلم لك المدرس بقصد مساعدتك في الاختبار، فرضيت ولا أعلم كيف رضيت ربما كي لا أحرجه، وأنا في نفسي غير راض عن هذه المساعدة؛ لأني أرغب في الحصول على الشهادة بمجهودي، وحصولي على مال حلال، وبالفعل ذهب وكلم المدرس، وأثناء دخولنا للاختبار، وجلوسي على الكرسي، حضر المدرس، وقام بحل جميع الأسئلة المكونة من أربعين سؤالا ما عدا سؤال واحد، فأنا من قمت بالإجابة عليه، فخلال انشغال المدرس قمت بحل هذا السؤال، ولا علم لي إذا كان جوابي صحيحا أم خطأ، علما بأن خمس مواد من مواد هذه الدورة لا تمت بصلة أبدا لمجال عملي، وخصوصا المادة التي تمت مساعدتي فيها؛ لأنها مادة نظرية، وتتعلق بأسئلة عامة عن الحاسب الآلي، بل ما نحتاجه فعليا أعمال النسخ للخطابات.
هل هذه العلاوة التي ستضاف لراتبي مالها حلال أم حرام؟
وأذكركم بأني لم أطلب منهم مساعدة أبدا، ولكن علمت بأنهم سيساعدونني، فرضيت، وأنا في نفسي غير راض عن المساعدة لرغبتي في الحصول عليها بمجهودي.
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء بجواب يقطع الشك باليقين في هذا الموضوع، ويبعد عني الوسوسة؛ حيث إني أدقق كثيرا في المسائل، ويسبب لي ذلك وسوسة كثيرة.
ادعوا لي بأن يشفيني الله من الوسوسة، وأن يرزقني المال الحلال.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما فعله الأستاذ من مساعدتك في حل أسئلة تلك المادة، يعتبر غشا محرما، وعليك أن تستغفر الله تعالى، وتندم على ما فعلته، وتعزم ألا تعود إليه.

وما دام مجال عملك لا صلة له بالمادة التي غششت فيها، فنرجو ألا يكون عليك حرج في الانتفاع بالشهادة.

فقد سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن مثل ذلك، فأجاب رحمه الله: إذا تاب إلى الله توبة نصوحاً، وكانت المادة التي غش فيها ليس لها صلة بالعمل الذي يقوم به، فنرجو أن يكون راتبه حلالاً، مثل أن يكون غشه في مادة لا صلة لها بالوظيفة التي توظف فيها، كأن يكون في اللغة الإنجليزية مثلاً، والوظيفة التي هو فيها لا تحتاج إلى اللغة الإنجليزية، ولا صلة لها بها، فإننا نرجو إذا تاب أن يكون الراتب الذي يأخذه حلالاً. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني