الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استنشاق أو شم حريق الأسلاك الكهربائية

السؤال

ما حكم استنشاق أو شم حريق الوصلات أو الأسلاك الكهربائية؟ وما الحكم إذا استنشقت حريق الوصلات والأسلاك وأنا جاهل بالحكم؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان استنشاق ما ذُكر لا يترتب عليه ضرر، فلا يحرم استنشاقه، وإن كان يترتب عليه ضرر فإنه غير جائز؛ لحديث: لا ضرر ولا ضرار.

وأما إن كان المراد أثر ذلك على الصوم، فإنه لا يفسد الصوم باستنشاق ما ذكر، لمشقة الاحتراز منه، فهو في معنى غبار الطريق وغربلة الدقيق، قال في الكافي: وما لا يمكن التحرز منه كابتلاع ريقه وغربلة الدقيق وغبار الطريق والذبابة تدخل في حلقه لا يفطِّره لأن التحرز منه لا يدخل تحت الوسع ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فإن كان هذا الشيء المستنشق له جرم يدخل إلى الجوف وشق الاحتراز منه، لم يضر الصوم ولم يؤثر في صحته، وأما من تعمد استنشاق ما له جرم وإدخاله إلى حلقه فإن صومه يفسد بذلك.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله معلقا على النص السابق من كلام الموفق: الذي لا يمكن التحرز منه ولم يقصده الإنسان، فهذا لا يضر، أما لو قصده فينظر إذا دخل من أنفه ووصل إلى جوفه، فإنه يفطِّر، فلو أن إنساناً مثلاً يغربل الدقيق وجعل يستنشقه عمداً حتى وصل إلى جوفه، فإنه يفطر بذلك؛ لأنه تعمد إدخال هذه الأجزاء من الدقيق إلى جوفه، أما إذا كان لا يمكن التحرز منه فإنه لا يضر. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني