الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشك في انتقال النجاسة

السؤال

أريد أن أسأل بخصوص النجاسات، وكيفية إزالتها، فقد ابتليت بوسوسة رهيبة بسبب هذا الأمر، وأتمنى جوابا شافيا لأرتاح، وأستطيع العيش بدون ألم نفسي، وشك في نجاسة شقتي، فقد كنت عند أم زوجي، وبال طفل صغير على السجادة، ليس على السجادة مباشرة؛ لأنهم يفرشون مفرشا كبيرا فوقها لحمايتها من النجاسة؛ لأنه لا يزال يتعلم الحمام، المهم أنه بال على المفرش، وعند إزالة المفرش لغسله من النجاسة وجدنا بقايا لآثار نجاسة سطحية لم تتخلل بداخل السجادة، فقام زوجي بإحضار قطعة قماش، وطبق به ماء، ودلك هذا المكان بهذا الماء واكتفى بذلك، وقال لي لا يجب علي غمر السجادة بالماء؛ لأن النجاسة سطحية، وقد أزلتها، وجاء الأطفال، ولعبوا فوق السجادة وهي مبللة، ومشوا في كل أنحاء الشقة، ومن حينها وأنا أشعر بأن كل شيء في الشقة نجس، وأن كل السجادات انتقلت إليها النجاسة، وأن قدم زوجي وابني نجستان. وعندما صعدنا إلى شقتي، تبللت رجل زوجي بالماء، ومشى في الشقة، ومن حينها وأنا أعاني من قلق نفسي رهيب، وأشعر أن صلواتي غير مقبولة، وأن أرض شقتي نجسة عند حماتي. أنا لا أصلي أي صلاة، ولا أمشي إلا وأنا ألبس الخف، أو الشبشب (نعل الحمام) في قدمي، ولكن في شقتي ماذا سأفعل وهل فعلا أصبحت كلها نجسة؟
أرجوكم أجيبوني بسرعة فأنا أنام، وأقوم من النوم في نفس الهم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهوني عليك، واعلمي أن علاج الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601. والأصل أن النجاسة لم تتخلل خلال السجادة، ومن ثم فتطهيرها بغسل موضعها فقط كاف، وعند الشك في انتقال النجاسة من موضع لآخر، فالأصل عدم انتقالها، ثم إن بعض العلماء قد ذهبوا إلى أنه لا يحكم بانتقال النجاسة من جسم لآخر إذا تلامسا وأحدهما رطب، أو مبتل، على ما بيناه في الفتوى رقم: 154941.

وما دمت مصابة بالوسوسة، فلا حرج عليك في العمل بهذا القول، على ما ذكرناه في الفتوى رقم: 181305، ومن ثم تحكمين بطهارة كل ما تشكين في نجاسته مما ذكر وغيره، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني