الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث: من تعزى بعزاء الجاهلية...

السؤال

ما معنى كلمة: فأعضوه. في حديث "فأعضوه بهن أبيه" هل معناها العض بالأسنان، أم المقصود بـ(يعض): لزمه، ولصق به، واستمسك به؟ فإن كان المقصود بالأسنان. فما الحكمة من استخدام كلمة عض، وعدم استخدام كلمة أخرى؟
أرجو الإجابة سريعا، وقد أرسلت إليكم قرابة خمسة أسئلة كلها في غاية الأهمية، والضرورة، ولم تجيبوا عليها بعد.
فأرجو الرد سريعا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عتي، عن أبي بن كعب، قال: رأيت رجلا تعزى عند أبي بعزاء الجاهلية، افتخر بأبيه، فأعضه بأبيه، ولم يكنه، ثم قال لهم: أما إني قد أرى الذي في أنفسكم، إني لا أستطيع إلا ذلك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه، ولا تكنوا. وفي رواية: إذا الرجل تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا . والحديث صححه ابن حبان، والألباني.

ومعنى العض: أخذ الشيء بالأسنان، أو اللسان.

قال القاري: (فأعضوه): بتشديد الضاد، والمعجمة من أعضضت الشيء: جعلته يعضه، والعض أخذ الشيء بالأسنان، أو باللسان على ما في القاموس (بهن أبيه)، بفتح الهاء، وتخفيف النون، وفي النهاية: الهن بالتخفيف، والتشديد كناية عن الفرج، أي: قولوا له: اعضض بذكر أبيك، أو أيره، أو فرجه. (ولا تكنوا) : بفتح أوله، وضم النون، أي: لا تكنوا بذكر الهن عن الأير، بل صرحوا بآلة أبيه التي كانت سببا فيه، تأديبا وتنكيلا، وقيل: معناه من انتسب، وانتمى إلى الجاهلية بإحياء سنة أهلها، وابتداع سنتهم في الشتم، واللعن، والتعيير، ومواجهتكم بالفحشاء والتكبر، فاذكروا له قبائح أبيه من عبادة الأصنام، والزنا، وشرب الخمر، ونحو ذلك مما كان يعير به من لؤم، ورذالة صريحا لا كناية; كي يرتدع عن التعرض لأعراض الناس. اهـ. من مرقاة المفاتيح.

وأما الحكمة من التعبير بالعض دون غيره من الألفاظ، فلم نقف فيه على كلام للعلماء، ولعله للمبالغة في الزجر، والتنفير من التعزي بعزاء الجاهلية؛ لما في عض الهن من بشاعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني