الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة إطلاق البصر إلى الرجال بشهوة واستدعاء التخيلات الجنسية

السؤال

مشكلتي هي أنني أشتهي الرجال بشكل كبير، علما بأنني غير متزوجة، وكل ما رأيت شخصا جلست أفكر فيه وأفكر أنه يجامعني وأتخيل ذلك ووصل بي الأمر إلى أنني عندما أرى مغنيا أتخيل ذلك معه، فهل أأثم إذا اشتهيت شخصا في بالي دون أن أبين له ذلك؟ علما بأن الأمر خارج عن استطاعتي، فشهوتي جامحة جدا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك إطلاق بصرك إلى الرجال بشهوة أو عند خوف ثوران الشهوة، فإن إطلاق البصر إلى الحرام من أعظم أسباب الفتنة وفساد القلوب، كما أن غض البصر من أنفع الأمور لحفظ الفرج وصلاح القلب، وراجعي في فوائده وثمراته الفتوى رقم: 78760.

واعلمي أنّ استدعاء التخيلات الجنسية والتلذذ بها غير جائز، أما إذا غلبت تلك التخيلات على النفس دون استدعاء، فلا مؤاخذة بها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 160587.

لكن ينبغي التنبه إلى أنّ هذه الخيالات وإن كانت تغلب على النفس دون إرادة فلا ينبغي إهمالها، بل تنبغي مدافعتها حتى لا تؤدي إلى فساد وفتنة، قال ابن القيم رحمه الله: قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال: وهي شيئان: أحدهما: حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء، لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال.

ولمعرفة بعض الوسائل المشروعة التي تعين على التغلب على الشهوة نوصيك بمراجعة الفتويين رقم: 36423، ورقم: 23231.

واعلمي أنّه لا حرج على المرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم: 108281.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني