الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بالشفاء من الأمراض ليس من الاعتداء في الدعاء

السؤال

‏أنا مريض مرضا جينيا مزمنا-عافاكم ‏الله-سببه نقص خلقي في إنزيم في ‏الجسد.‏
‏ عندما أدعو الله عز وجل أن ‏يشفيني من هذا المرض تماما، أي أن ‏يخلق في جسدي هذا الإنزيم.
هل ‏يكون ذلك من الاعتداء في الدعاء، ‏كمن يدعو الله أن ينبت له ذراعا، أو ‏نحو ذلك؟
سؤال آخر -بارك الله فيكم-: هذا ‏المرض يسبب لي ألما، قد يكون حادا ‏جدا، عندما أتعرض إلى حرارة ‏مرتفعة.‏
‏ فهل لي أن أصلي في البيت، عندما ‏تكون حرارة الشمس قوية، علما أن ‏المسجد قريب من البيت.‏
أفيدوني أفادكم الله.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج في سؤال الله الشفاء من هذا المرض، ولا يعتبر من الاعتداء في الدعاء؛ فإن الاعتداء في الدعاء المنهي عنه، معناه مجاوزة الحد فيه، ويكون بسؤال الله تعالى ما لا يجوز شرعاً من الإثم، وقطيعة الرحم، أو بسؤاله ما يخالف سنن الله في هذا الكون، وأما الشفاء من المرض، فهو من الأمور العادية في الغالب؛ لأن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، كما في الحديث؛ وانظر الفتوى رقم: 179925.

وأما من كان يتضرر بالذهاب للمسجد وقت الحر، أو يسبب له ذلك المرض؛ فإن هذا يعتبر عذرا يبيح له الصلاة بالبيت، واحرص والحالة هذه على أن تصلي مع أهلك جماعة.

قال النووي في المجموع: قال أصحابنا: ومن الأعذار في ترك الجماعة، أن يكون به مرض يشق معه القصد, وإن كان يمكن؛ لأن عليه ضررا في ذلك، وحرجا، وقد قال الله تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج ـ فإن كان مرضا يسيرا لا يشق معه القصد، كوجع ضرس, وصداع يسير, وحمى خفيفة, فليس بعذر، وضبطوه: بأن تلحقه مشقة كمشقة المشي في المطر. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني