الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية حسن الظن بالله وحكم الاكتفاء بإلقاء السلام على الأخت دون الحديث والجلوس معها

السؤال

أعاني من أنني أسيء الظن بالله ‏كثيرا، ولا أستطيع التوكل عليه، أو ‏حسن الظن به.‏
‏ أرجوكم ساعدوني لكي أستطيع أن أحسن الظن بالله، وأتوكل عليه.‏
‏ أنا أتمنى أن أتوكل على الله. رجاء ‏ساعدوني.‏
ولدي مشكلة أ خرى وهي: أن لدي ‏أختا أكبر مني، تحب السيطرة، ‏وإعطاء الأوامر، والشتم بغير حق، ‏والتسلط، والتدخل الفظيع في جميع ‏أموري الحياتية، وهذا أمر مزعج أن ‏يتدخل أحد في أمور حياتي كلها المهم ‏منها، والتافه.‏
‏ وأيضا لا تساعدني أبدا، أبدا، ومهما ‏طلبت منها، فهي ترفض المساعدة، ‏فقط تتدخل، وتتسلط، غير أنها أيضا ‏تحب وتعشق أن يتخاصم معها ‏الناس؛ ولذلك على أتفه الأمور تقول ‏لي: لا أريدك أن تتحدث معي، ‏وتخاصمني بالسنين والأشهر، وكل ‏هذا على سبب أكثر من تافه، وذلك ‏بسبب حبها للمخاصمة.
يا شيخ: لقد ضقت ذرعا من كثرة الخصومة؛ ‏لأنها تزعج البال، وتنكد المزاج، ‏وتجلب الهم، والغم، هذا بالإضافة ‏إلى أن كثرة تدخلها، وشتائمها، جلب ‏لي ضعف الثقة بالنفس، وأصبحت لا ‏أستطيع أن أتخذ قرارا؛ لخوفي من ‏الانتقاد، وما خفي أعظم.‏
‏ يا شيخ أنا أريد الابتعاد عنها لكي ‏أتفرغ لحياتي الدنيا بعبادة الله، وبناء ‏المجتمع براحة بال، ونفسية سليمة، ‏وقلب سليم، خال من الحقد، ‏والمشاحنة. وهذه فائدة الابتعاد عنها؛ ‏لذلك هل أستطيع الابتعاد عنها، وعدم ‏مكالمتها مع إلقاء (السلام عليكم) في ‏المجلس الذي تجلس فيه؟
‏ وهل أستطيع من خلال هذه التحية ‏أن يرفع عملي إلى الله، وأن لا ‏يكون الله غاضبا علي ؟
أرجوك ساعدني يا شيخ في حل هذه ‏المشكلة.
غير أنها وعند مخاصمتها ‏لي، تحاول جاهدة التفريق بيني وبين ‏أمي، والمشكلة أن أمي تصدقها.‏
‏ لقد تعبت جدا، وأختي تكثر من ‏اغتيابي بما أكره سماعه.‏
‏ فكيف أحل هذه المشكلة؟ وكيف ‏أتصرف معها، خصوصا أن الأهم ‏عندي أمي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يُفرج عنك الهموم، وأن يعينك على طاعته، ونرجو لك الأجر العظيم إن صبرت على أختك، ومع ذلك، فإذا كانت تضر بك في دينك، أو دنياك، فلك مقاطعتها؛ وانظر الفتويين: 117969، 145815.

وقد أحسنت حين عزمت على إبقاء السلام بينكما، فهو نوع من الصلة عند بعض أهل العلم؛ وانظر الفتوى رقم: 139569.

ويمكنك أن تُوسط أحد القرابة العقلاء لمحاولة إقناع الأم بأنك مظلوم، وأن أختك هي التي تؤذيك.

وقد سبق بيان التوكل، وكيفية تحصيله بالفتويين: 11500، 178009.

واعلم أن حسن الظن بالله تعالى، واجب عيني؛ وراجع في وسائل استجلاب حسن الظن بالله، الفتوى رقم: 96876.

فثق بالله، وأحسن الظن به تعالى، واستعن به، تقوَ شخصيتك، وتُعن على أمرك، ونوصيك بمراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، بخصوص فقدان الثقة بالنفس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني