الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين قوله تعالى: لا تبديل لخلق الله، وطلوع الشمس من مغربها

السؤال

سمعت حديثا معناه أن الشمس ستطلع من مغربها، فهل يتعارض هذا الحديث مع الآية التي تقول: لا تبديل لخلق الله؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَاكَ حِينَ: لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ـ متفق عليه.

ولا تعارض بينه وبين قول الله تعالى: لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ـ إذ المراد بالخلق هنا الفطرة التي فطر الله الناس عليها: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ {الروم:30}، وقوله: لا تبديل ـ خبرٌ المرادُ منه النهي أي: لا تبدلوا فطرة الله التي خلقكم عليها، كقوله تعالى: فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ {البقرة: 197}الآية، أي: لا ترفثوا، ولا تفسقوا.

والله تعالى فطر خلقه على التوحيد ومحبة الحق والانقياد له، وقال شيخ الإسلام عن الفطرة: السلامة من الاعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة. اهـ.

وقد توعد الشيطان أنه سيضل الناس حتى يبدلوا فطرتهم وقال: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ {النساء: 119}.

قال في أضواء البيان: معنى هذه الآية أن الشيطان يأمرهم بالكفر وتغيير فطرة الإسلام التي خلقهم الله عليها. اهـ.

والحاصل أنه لا تعارض بين قوله تعالى: لا تبديل لخلق الله ـ وبين الأحاديث الدالة على طلوع الشمس من مغربها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني