الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دع الوساوس واعمل باليقين وبالظن الغالب

السؤال

أنا شاب أعاني من وسوسة قهرية في موضوع إزالة الحدث الأصغر والغسل من الجنابة ـ أعزكم الله ـ ففي التبول أشعر بعد انتهائي وغسلي للمنطقة أنه مازال هنالك بول وأكرر عملية الغسل للمنطقة، لكنني أشعر بعدم الطهارة، وعند الغائط أدخل إصبعي في فتحة الشرج لأخرج ما في الداخل، فهل يجب علي ذلك أم يكفي غسل الدبر من الخارج فقط؟ وإذا غستله من الخارج فقط يأتيني شعور بأنني لم أزل النجاسة، وعند انتهائي من غسل الدبر أواجه صعوبة في غسل الردفين وأشعر بأن النجس الخارج من الدبر عالق في الردفين وأكرر عملية الغسل لها
وعند خروج المني أتبول لأتأكد من خروجه بالكامل، لكنني أشعر بأنني لم أتخلص منه، وعند نزولي أسفل الدش أشعر بأن الماء لم يصل لكامل البدن، فهل يكفي استخدام الماء في الغسل من الجنابة أم لابد من الصابون؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم عافاك الله أن الوسوسة من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، فاحذر الوساوس وجاهدها ولا تعرها اهتماما البتة حتى يعافيك الله منها، وانظر الفتوى رقم: 134196.

وأما الاستنجاء: فيكفي فيه غلبة الظن بزوال النجاسة ولا يشترط اليقين، ولا يشرع لك إدخال أصبعك في دبرك، وإنما تغسل ما ظهر فحسب، وانظر الفتوى رقم: 132194.

وعلى هذا، فإنك تغسل القبل أو الدبر حتى يغلب على ظنك زوال النجاسة ثم تنهض مباشرة، ولا تلتفت لما يعرض لك من شك في أنه قد بقي شيء لم يغسل أو أن المحل لم يطهر أو أنه قد خرج منك شيء آخر، وأما في الغسل فيكفي غلبة الظن كذلك فمتى غلب على ظنك الإسباغ وأن الماء قد عم البدن فقد طهرت بذلك، ووقوفك تحت الدش كاف في وصول الماء إلى جميع بدنك، فدع عنك الوساوس ولا تسترسل معها ومتى حصلت لك غلبة الظن بالطهارة فقد برئت ذمتك وجازت لك الصلاة، ولا يجب عليك استعمال الصابون ولا غيره في الغسل، وإنما يكفي صب الماء حتى يغلب على ظنك الإسباغ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني