الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الوعد بالطلاق وطلاق الكناية

السؤال

أنا متزوج منذ خمسة أشهر، وزوجتي دائما ما تطلب الطلاق بغير سبب، غير أنها مزاجية. وبعد مناقشات طويلة، وتلفظ بألفاظ لا يجب على الأزواج التلفظ بها، ينتهي الوضع، وتقول لي طلقني. وفي آخر مرة، وبعد المناقشات غضبت كثيرا، ووعدتها بالطلاق يوم الأحد. وبعد ذلك وبعد ما اشتد النقاش قلت لها: روحي وأنت متنيلة. فقط دون وجود نية للتطليق، مع العلم أنني قد قلت لها: أنا مش عايزك، خلاص.
فهل هذا يعتبر طلقة؟
وما حكم الشرع في ما يحدث بيننا من نقاشات، وخلافات ليس لها أي أساس، وفي آخر الأمر تعود الزوجة لتطلب الطلاق؟
أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فوعدك لزوجتك بالطلاق، لا يترتب عليه طلاق، ولا يلزمك الوفاء بذلك الوعد؛ وراجع الفتوى رقم: 201490
وقولك لزوجتك:"روحي وأنت متنيلة" أو "مش عايزك خلاص" ليس صريحاً في الطلاق، ولكنه كناية تحتمل الطلاق وغيره، والكناية لا يقع بها الطلاق بغير نية.

قال ابن قدامة رحمه الله: " .. فاللفظ ينقسم فيه إلى: صريح، وكناية. فالصريح يقع به الطلاق من غير نية، والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه ... " المغني.

والواجب عليك، وعلى زوجتك أن تتعاشرا بالمعروف، وليس لها طلب الطلاق لغير مسوّغ، وينبغي عليكما أن تتفاهما دون إساءة أحدكما إلى الآخر، وإذا نشزت عليك زوجتك، فاسلك معها وسائل الإصلاح بالتدرج، فتبدأ بالوعظ، فإن لم يفد، فالهجر في المضطجع، فإن لم يفد فالضرب غير المبرح، وإذا وصل الأمر إلى الشقاق، فحَكمٌ من أهلك، وحكم من أهلها ليصلحا بينكما ما أمكن الصلح، وإلا فالطلاق آخر العلاج.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني