الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإقامة في بلاد المشركين لمن يظهر شعائر دينه ويأمن على نفسه

السؤال

أنا طالب من بلاد عربية مسلمة, سافرت إلى فرنسا منذ سنتين للدراسة بحكم أن الدراسة في هذه البلدان أفضل، وخلال فترة دراستي ـ والحمد لله ـ أمارس شعائري الدينية بحرية من صلاة الجماعة في المسجد, وحضور الدروس، وحفظ القرآن، كما أنني لم أكره على معصية، بل إنني بفضل الله إلى جانب دراستي تمكنت من الانخراط في بعض الأعمال الخيرية العائدة بالنفع على المسلمين في ذلك البلد، وسؤالي يتعلق بمرحلة ما بعد الدراسة, فهل يجوز لي البقاء في هذه البلاد للعمل لمدة من الزمن مع مواصلة ممارسة شعائري الدينية والأمن على نفسي وإضمار نية العودة إلى بلاد المسلمين قبل بلوغ الأبناء سن الدراسة؟ ألا يعتبر هذا مخالفة للحديث الناهي عن الإقامة بين ظهراني المشركين؟ وهل هنالك دليل آخر على الجواز أو الحرمة؟.
وسؤالي الثاني يتعلق بطلب الحصول على الجنسية الفرنسية: فقبل عودتي إلى بلاد المسلمين, أنوي طلب الجنسية الفرنسية مع الإبقاء على جنسيتي الأصلية وذلك لغايتين: الأولى: هي الأمن على نفسي من بعض الاضطهادات التي تقع للأسف أحيانا في بلدي ضد الملتزمين بالدين والثانية: هي ما توفره الجنسية الأوروبية من تسهيلات في التنقل في الخارج وفي المعاملات التجارية والتي تعود بالنفع علي وعلى باقي المسلمين في بلدي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما مسألة البقاء في هذه البلاد للعمل، مع القدرة على إظهار شعائر الدين، وأمن الفتنة على النفس والأهل، فلا يحرم على الراجح، وإن كان الأفضل هو الإقامة في بلاد المسلمين، وراجع في تفصيل ذلك وأدلته وأقوال أهل العلم فيه الفتويين رقم: 118279، ورقم: 12829.

وأما سؤالك الثاني: فراجع في جوابه الفتاوى التالية أرقامها: 47633، 199749، 120559.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني