الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الأب زواج ابنته من شخص لاعتبارات وجيهة غير الدين

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، عمره 24 عاما، نحن الاثنان في السعودية. أراد خطبتي من أهلي، لكن في عيد الأضحى حتى يتيسر له أن يحضر أهله هنا في الرياض، لكن مشيئة الله، عرفت والدتي بالقصة، وأخبرت والدي بذلك، في تلك الأثناء أخبرتهم بأنه يريد مقابلتكم، والتحدث معكم، رفضوا ذلك بحجج واهية منها: أن مستواه التعليمي هو"دبلوم" وأنا "بكالوريوس" أعلى منه، وأن مستواه المادي غير مناسب، مع العلم أنه قد مرت سنتان على تخرجي لأتوظف، ومن ثم نتزوج، سألنا أحد موظفي الإمارة قال لنا إنه لا يجد أي عيب في ذلك، علما بأنني "سعودية الجنسية" وهو "أردني".
أهلي مستمرون في الرفض، لا يوجد سبب مقنع ليعيبه، وأحببته، وأحبني، وأهله موافقون ومؤيدون لنا.
ما الحلول المقترحة لأقنع والداي به؟
أرجوكم لا أريد أن أكمل بالتواصل معه في معصية الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فننبهك أولاً إلى أنّ التعارف بين الشباب، والفتيات عبر الإنترنت، أو غيره، ولو كان بغرض الزواج، فهو باب شر وفساد، فينبغي الحذر من التهاون في هذا الباب؛ وانظري الفتوى رقم: 110476، والفتوى رقم: 1932
واعلمي أنّ الأب في الغالب، أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته، وتحصيل مصالحها في الزواج وغيره؛ لما له من الخبرة، والدراية، مع ما فطره الله عليه من الشفقة عليها.
وإذا لم يكن من حق الولي منع موليته من الزواج بكفئها، وإلا كان عاضلاً، فإنّ من العلماء من يفسر العضل بمنع المرأة من الزواج بكفئها إضراراً بها، أما إذا منعها لمسوّغ، فلا يعد عاضلا.

جاء في التاج والإكليل لمختصر خليل: عن ابن عبد السلام: إن أبى ولي إنكاح وليته، وأبدى وجها، قُبِل، وإلا أمره السلطان بإنكاحها، فإن أبى زوجها عليه. اهـ.

والذي يظهر –والله أعلم- من سؤالك، أنّ أباك يمنعك من الزواج من هذا الشاب لأسباب وجيهة، فهو وإن كان كفؤا لك، إلا أنّ بينكما فروقاً ليست بالهينة، وقد تكونين مندفعة بالعاطفة، ثم تندمين بعد ذلك، وقد سبق أن بينا في كثير من الفتاوى أنه رغم ترجيحنا لاعتبار الدين وحده معيار الكفاءة، إلا أن اعتبار التقارب بين الزوجين في الأمور الأخرى كالتعليم، والثقافة، والسنّ، والمستوى المادي، والاجتماعي وغيرها، أمر مطلوب، فهو أدعى لتقارب الطباع بين الزوجين، ويسر التفاهم، واستقامة الحال بينهما.
فالخلاصة أنا ننصحك بطاعة أبيك في ترك الزواج من هذا الشاب، إلا إذا كان عليك ضرر في ذلك، فننصحك حينئذ أن تجتهدي في إقناع والديك بقبول هذا الرجل، ويمكنك توسيط بعض الأقارب أو غيرهم من الصالحين، ممن لهم وجاهة عند والديك، ويقبلون قولهم، فإن أصروا على الرفض، فلا تخالفي والديك، واعلمي أن من ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه.

ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني