الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات إصلاح الأخت الفاسقة

السؤال

أختي فاسقة ومتمردة... ولدت وتربت في بيت مسلم في الغرب، وعندما كانت في السادسة عشرة من عمرها اكتشفنا أنها كانت تقيم علاقات غير شرعية مع أكثر من رجل، وتشرب الخمر، وتتعاطى المخدرات وتسرق من بيت أمها وتهرب من البيت أياما متواصلة وتهرب من مدرستها ولا تدرس أصلاً، لذلك قررنا أن نرسلها لتسكن عند أبيها في السعودية، أملاً منا في أن يساعد ذلك على إصلاحها وإبعادها عن محيط يسهل لها ارتكاب المعاصي، وكانت نيتنا أن تكون شبه حبيسة مع أبي الذي يسكن في شقة وحده، وكنا نأمل أن يفرض عليها هذا الوضع أن تدرس في البيت لتعاود محاولة تعدي المرحلة الدراسية التي رسبت فيها عندما كانت في الغرب، لكن للأسف لم تكن تدرس، واكتشفنا مؤخراً وبعد ثلاث سنوات من عودتها للسكن مع أبي ـ وهي الآن تبلغ 19 عاماً ـ أنها لم تتغير قط، واكتشفنا من هاتف محمول كانت تخفيه عنا أنها أقامت علاقة غير شرعية مع رجل.... وأنها تتواصل مع أكثر من رجل غيره وأنهم يتبادلون صورا وكلاما غير لائق، وتسرق منا، وتتعاون مع جيران لنا هم أيضاً على الشر والفجور، وتفشي أسرار بيتنا ولا تستر معاصيها وتتفاخر بها، ونحن دائماً آخر من يعلم عن فضائحها فشمتت فينا أعداءئنا وشوهت سمعتنا، وكلما حاولنا أن نصطحبها معنا خارج البيت لتخالط الناس والأقارب للتنفيس عنها، كان لابد لها عاجلاً أم آجلاً أن تفضحنا بعلاقات غير مشروعة أو مصيبة ما، ومؤخراً حاولت الهروب منا أكثر من مرة، فما العمل؟ ونحن الآن أمام خيارين: الأول: أن نحبسها كالسجينة في غرفة واحدة إلى أن يقضي الله أمراً، فهل يتوافق ذلك مع قوله تعالى: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت ‏حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ـ علماً بأنه لا يوجد لدينا دليل قاطع أنها زنت؟ وكيف يتوافق ذلك مع مفهوم الحرية في الإسلام: لا إكراه في الدين؟.
الثاني: أن نتبرأ ونرتاح منها ونتركها ترجع للغرب؟ لكنني على يقين أن والدتي لا يمكنها أبداً أن تتبرأ منها، وأخشى أنها بعد أن تنغمس أكثر في الفسوق، يمكنها، إذا استعطفت والدتي، أن تجد لها مدخلاً لعائلتنا مرةً أخرى وتجلب لنا المزيد من الضرر، فكيف يتماشى هذا الخيار مع مفهوم الشرف والعرض في الإسلام؟.
وهناك خيار ثالث تريد أختي أن تفرضه علينا: وهو الزواج! لكنني أرفض هذه الفكرة، لأنني على شبه يقين أنه زواج ليس للحب، وإنما هي حيلة للهروب منا ومن ثم إلى الغرب، فقد حاولت أن تقترح علينا أكثر من واحد، وآخرهم نفس الرجل الذي اعترفت أنها كانت تبادله الأحضان والقبلات، فنحن بين زوج فاجر مثلها لا يمكننا القبول به، أو رجل صالح لا تستحقه، وهل يجب علينا إيضاح حقيقتها لمن يتقدم لنا لطلب يدها أم نتستر على ذلك؟.
أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليكم نصح هذه الفتاة وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر والحيلولة بينها وبين أسباب الفساد، ولا يعفيكم من المسئولية تبرؤكم منها، ولا حق لكم في حبسها استناداً إلى الآية المذكورة، وانظر الفتوى رقم: 12180.

ولو فرض أنّه ثبت زناها ـ والعياذ بالله ـ فالذي يقيم الحدود الحاكم، وليس الأفراد، والصواب أن تزوجوها إذا تقدم إليها كفؤها، ولا حق لكم في منعها من التزوج، ولا يجب عليكم إخبار من يتقدم لخطبتها بما وقعت فيه من المحرمات، بل عليكم أن تستروا عليها، وراجع الفتوى رقم: 108307.

وللفائدة ننصح بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني