الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

‏سؤالي الأول: اليوم كنت أتحدث ‏مع أختي عن الزواج، وفي لحظة ‏قلت لها إن الزواج (مقزز). ‏
فهل هذا يعد من الاستهزاء بالدين؟ ‏وهل بهذا أكون قد كفرت، مع العلم ‏أنني أعلم أن الزواج سنة مؤكدة، ‏وقد درسته، ولكن في اللحظة التي ‏قلت فيها إنه (مقزز) لم يخطر ببالي ‏أن الزواج حكمه أنه سنة مؤكدة، أي ‏لم أقصد قول هذا عن الزواج؛ لأنه ‏من سنة الرسول صلى الله عليه ‏وسلم، أو نحو ذلك، ولكن قلتها ‏دون أن أقصد الاستهزاء بالدين، ‏فلو تذكرت حينها أن الزواج سنة ‏مؤكدة، لما تجرأت على قول مثل هذا ‏الكلام؛ لأنني أعلم أن الاستهزاء ‏بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ‏كفر، وخصوصا أنني أصبحت ‏حريصة في الكلام في أمور الدين ‏بسبب حادثة حصلت لي، فأصبحت ‏أنتبه لكلامي في الدين حتى لا أقع ‏في الاستهزاء فيه، لكن هذا ما حصل ‏معي، وأريد التنويه أنني بعد ما قلت ‏إنه (مقزز) مضى وقت على ‏الحديث، ثم بعد ذلك تذكرت حكم ‏الزواج، فقلقت جدا أن يكون هذا ‏استهزاء بالدين، وأن أكون قد ‏كفرت، فبدأت في البحث على ‏الإنترنت عن الحكم، لكن لم أجد ‏جوابا شافيا؛ لذلك لجأت إليكم بعد ‏الله، ويعلم الله أني حزينة جداً لهذا ‏الشيء الذي بدر مني، ومتوترة. ‏وأيضا عندما وقعت هذه الحادثة، ‏يخطر ببالي في بعض الأحيان أنني ‏متعمدة لفعل ذلك، وأنني عندما قلت ‏ذلك، كُنْتُ متذكرة لحكم الزواج، ‏لكنني أجاهد نفسي، وأقنعها أنني لم ‏أكن متذكرة لحكم الزواج وقتها، ‏والدليل على ذلك أنني تذكرت فيما ‏بعد حكم الزواج.‏
فما حكمي في ذلك؟
سؤالي الثاني: في اليوم الذي يليه، ‏كنت أتكلم مع أختي عن اللباس ‏الضيق على الجسم، والعاري من ‏جهة الأيادي. وفي أثناء الحديث ‏كانت أختي تقول إنها تستطيع لبس ‏هذا اللباس أمام زوجة، وبنات خالي. ‏فقلت لها: ألا تشعرين بالخجل؟ ‏قالت: لا؛ لأن في بيت خالي هناك ‏أناس متفتحون، وليسوا متخلفين ‏كالذين هنا، تقصد في بيتنا (لأن ‏إخواني ينصحونها) فقلت لها بنية ‏أن أسكتها وأفحمها بردي: أنت ‏تقولين عن الدين أنه متخلف (هي لم ‏تقل ذلك) ولكن أنا قلت لها ذلك حتى ‏أنبهها بأن اللباس المحتشم من ‏الدين، وأن حبها للباس الضيق، ‏وكرهها لمن ينصحها مخالف للدين، ‏وأن الدين ينصحنا بالتستر. فقلت ‏لها: (أنت تقولين عن الدين أنه ‏متخلف).
فهل بهذا القول أكون قد ‏كفرت؟
سؤالي الثالث هو: ما حكم من وقع ‏في أمر ظن أنه كفر، فحكم على ‏نفسه بأنه كافر، ثم بعد ذلك تبين له ‏خلاف ذلك.‏
‏ فهل بحكمه على نفسه بالكفر يكون ‏قد كفر حقاً أم لا؟
أرجو أن تردوا علي بسرعة، فو الله ‏إنني متعبة جدا، وقلقة.‏
‏ أفيدوني جزاكم الله كل خير.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يقع الكفر بشيء مما ذكر، ولا يخفى أن خوف السائلة الذي وصل إلى حد الوسوسة، قاطع بأنه ليس عندها أي استخفاف بالدين، وأحكامه. فعليها بالعلاج لنفسها بالإعراض التام عن هذه الوساوس، وقد تقدم لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 70476، 48325، 60628، 51601، 136381.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني