الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلائل انتفاء ألـوهـيـة الـدجـال

السؤال

هناك من يدعي الألوهية مثل المسيح الدجال ويصحبها بمعجزات وتصدق......بينما من يدعي النبوة مثل مسيلمة الكذاب لا تصدق معجزاته.... وفي الحالتين هو ادعاء وافتراء.....السؤال لماذا تصدق مع الحالة الأولى ولا تصدق مع الحالة الثانية؟؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهناك فرق بين معجزة الأنبياء وبين الخوارق التي تظهر على أيدي الدجالين والكذابين، فمعجزة الأنبياء لا يمكن لأحد من الإنس ولا الجن أن يأتي بمثلها ولا بنظيرها، بخلاف خوارق الكذابين وغيرهم، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام نافع في هذا الباب، ومن ذلك قوله: فإن معجزات الأنبياء من خواصها أنه لا يقدر أحد أن يعارضها ويأتي بمثلها، بخلاف غيرها فإن معارضتها ممكنة. انتهى.
ولذا فإن مسيلمة الكذاب لا يمكن أن تجري على يديه من الخوارق ما يدل على صدقه؛ وإن أمكن أن تظهر على يديه بعض الخوارق استدراجاً من الله، لكنها في كل حال لا يمكن أن تدل على ادعاء صدق نبوته، ولا يمكن أن يظهر على يديه ما يدل على صدقه، لأن الناس رأوا من سيرته وكذبه وفجوره ما قد علموا أنه ليس بنبي، لأن النبي لا يكون كاذباً ولا فاجراً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أدلة الصدق تستلزم الصدق لأن الدليل مستلزم للمدلول، فإظهار أعلام الصدق على يد الكذاب ممتنع لذاته، فلا يمكن بحال، فإن قالوا فجواز ظهور الخوارق على يد مدعي النبوة مع كذبه، قلنا: نعم، ويجوز ذلك على وجه لا يدل على صدقه مثل ما يظهر السحرة والكهان من الخوارق المقرونة بما يمنع صدقهم .
وكذلك الخوارق التي يظهرها الله على يد الدجال إنما هي استدراج، وهي في كل حال أيضاً لا تدل على صدقه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فنحن نجوز أن يظهر الخارق على يد من يدعي الإلهية كالدجال، لأن ذلك لا يدل على صدقه، لظهور كذبه في دعوى الإلهية والممتنع ظهور دليل الصدق .
فالدجال لا يكون للخوارق والعجائب التي يظهرها أثر، لأنها لا تدل على صدقه في ادعائها، بل دعواه ممتنعة في نفسها، لأن معه ما يدل على كذبه من وجوه عديدة، منها أنه مكتوب بين عينيه كافر، ومنها أنه أعور، ومنها أنه يريد أن يقتل الذي قتله أولاً فيعجزه، فمعه من الدلائل الدالة على كذبه ما يبين أن ما معه ليس آية على صدقه، وتصبح هذه الآيات لا قيمة لها إلا استدراج الكافرين وامتحان المؤمنين، قال شيخ الإسلام: لأن الإلهية ممتنعة فلا يكون في ظهور العجائب ما يدل على الأمر الممتنع. انتهى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني