الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حول قيام الملائكة بأمور الخلق

السؤال

أعاني من وسواس، وأكره ‏الوساوس التي تأتيني، جميعها تكون ‏في الدين، وأتعمق في كل شيء، وأنا ‏لا أريد أن أتعمق؛ لأني أخاف أن ‏أغضب رب العالمين.
فعندما أتعوذ ‏بالله من الشيطان الرجيم، تأتيني ‏وساوس أخرى، لدرجة أني أصبحت ‏أخاف من أن أموت وأنا على هذه ‏الوساوس التي توصلني لحد الشك-‏والعياذ بالله-أنا أريد أن أتمسك ‏بديني، وأن يرزقني ربي بحبه، وأن ‏يكون راضيا عني، وأن أقترب من ‏ربي، فأصبحت عندما تأتيني هذه ‏الوساوس، أذهب إلى مواقع النت، ‏وأزيد علما؛ لأن الشيطان يوسوس ‏لكل من هو جاهل بالدين، وأرتاح إذا ‏قرأت جوابا للموضوع الذي كنت ‏أوسوس فيه، ويبتعد عني الشك، ‏والوسواس الذي كنت فيه.‏
‏ والآن أتاني وسواس آخر، وأريد ‏أن يكون عندي يقين تام، وأسأل الله ‏أن يعافيني، ويقوي إيماني، ويبعد ‏عني هذه الوساوس، والله إني أخاف ‏ربي وأنا أكتب لكم هذا السؤال، أنا ‏مؤمنة بأن ربي قادر على كل شيء ‏سبحانه وتعالى.
وسواسي الذي ‏أرهقني بالتفكير فيه هو: لماذا ‏الملائكة لها وظائف في إبعاد الأذى، ‏والشر عن الإنسان بإذن الله، وتنزل ‏المطر بإذن الله، وأن الملائكة هي ‏من تبني القصور، والبيوت في الجنة ‏بإذن الله. وهناك وظائف عديدة، ‏وربي سبحانه وتعالى هو القادر ‏على كل شيء، وهو الذي خلقنا، ‏وخلق السنوات والأرض.
فلماذا ‏تقوم الملائكة بهذه الوظائف؟
‏ وأسأل الله لي، ولكم حسن الخاتمة.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فننصحك بإبعاد الوسوسة عنك، بصرف الذهن عنها، والاستعاذة بالله من شرها، وشغل الوقت، والطاقة بما يفيد من التعلم، والأعمال المفيدة.

وأما سؤالك عن الملائكة: فإن الملائكة عباد الله، يوظفهم فيما يشاء، ولله تعالى الحكمة البالغة في تفضيل، واصطفاء بعض خلقه على بعض، وتخصيص بعضهم بمزايا دون بعض، فهو سبحانه وتعالى الفعال لما يريد، يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة من أمرهم، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني