الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكفر من توقف عن البحث في القدر لغموض مراميه

السؤال

في بداية التزامي، بحثت في القدر، ‏وقرأت في كتب شرعية، ولكن ‏توقفت عن الخوض في ذلك، عندما ‏قرأت حديثا للنبي صلي الله عليه ‏وسلم: (كل ميسر لما خلق له) فقلت ‏إن الأحاديث تزيد الأمر غموضا، ‏وقلت هذه الجملة بلساني لبعض ‏الناس.‏
‏ هل يكفر من قال هذه الجملة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأنت لم تقصد تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن قصدت أن الأمر ازداد تعقيداً، لقلة علمك، وهذا ليس بكفر، بل قد جاء في المدخل لابن الحاج المالكي: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: "الْحَدِيثُ مَضَلَّةٌ إلَّا لِلْفُقَهَاءِ" يُرِيدُ أَنَّ غَيْرَهُمْ قَدْ يَحْمِلُ الشَّيْءَ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَلَهُ تَأْوِيلٌ مِنْ حَدِيثٍ غَيْرِهِ، أَوْ دَلِيلٌ يَخْفَى عَلَيْهِ، أَوْ مَتْرُوكٌ، أَوْجَبَ تَرْكَهُ غَيْرُ شَيْءٍ مِمَّا لَا يَقُومُ بِهِ إلَّا مَنْ استبحر، وَتَفَقَّهَ. انتهى.

ونقلت العبارة عن ابن وهب أيضاً، كما في ترتيب المدارك للقاضي عياض.

فاصرف نفسك عن وساوس التكفير، كما نبهناك قبل ذلك، وقد بينا بالفتوى رقم: 247378أن طلب العلم الشرعي هو سبيل قطع الوساوس، فراجعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني