الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق حال الغضب وتعليقه والشك فيه

السؤال

عندي حالتان:
الأولى: اشتد الخصام بين الزوجين وكانت تمسك بيدها هاتفها الخلوي وعندها رمت الهاتف إلى أن اصطدم بالزوج, ولم يشعر إلا وهو يقول لها: طالق, فهل يقع؟ ولا يعرف هل قالها مرة أو 3 مرات من شدة غضبه؟ وإن كان قد قالها 3 مرات، فإنه كان يقصد مرة واحدة لكونه لا يعلم أن طلاق الثلاث يعتبر 3 وإنما كان يعلم من قبل أنها تعتبر واحدة.
الحالة الثانية: هناك حالات كان يغضب الرجل فيها ويقول إن عملت كذا فاعتبري نفسك طالقا, ولكنه بعد أن هداه الله بدأ يعلم مدى خطورة هذا القول ويحاول أن يتذكر متى قال كذا وفي أي حالات ولكنه لا يذكر منها شيئا إلا أنه هددها بهذا القول.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبالنسبة للحالة الأولى: إن كان الغضب قد بلغ من الزوج مبلغا بحيث تلفظ بالطلاق وهو لا يشعر، فإن طلاقه لا يقع، وانظر لمزيد الفائدة والتفصيل الفتوى رقم: 1496.

وعلى تقدير أنه قد تلفظ بالطلاق ثلاث مرات، فحيث إنه قصد بها طلقة واحدة، فإنها تقع واحدة، وانظر الفتوى رقم: 44565. ولمزيد الفائدة عن أحوال الشك في الطلاق راجع الفتوى رقم: 44565.

وبالنسبة للحالة الثانية: فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 39094، أن عبارة: اعتبري نفسك طالقا ـ من كنايات الطلاق، فلا يقع بها إلا بنية، فإن كان نوى إيقاع الطلاق بعملها ما علق الطلاق عليه، فإنها تطلق بعملها ذلك، وإلا فلا.

وإن شك في نيته أو هل وقع ما نواه أم لا، فالأصل عدم وقوع الطلاق، وإن كان الأورع اعتبار وقوعه، أما إن شك هل كان غضبه مزيلا لشعوره أم لا، فالظاهر عدم اعتباره مزيلا له، لأن الأصل في الإنسان بقاء عقله وشعوره، وعلى ذلك فيقع الطلاق إن كان قد نواه وتحقق ما علقه عليه، وانظر الفتوى رقم: 35727.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني