الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أعتبره مثل الأخ الصغير لي، ولديه أخ يكبره بسنة، وكان يعلمه التفرج على الأفلام الإباحية، وخاصة أفلام السحاق، وبعد فترة قال لأخيه إنه تاب إلى الله، والمشكلة أن صديقي أدمن على مشاهدتها وأدمن على العادة السرية، والمشكلة الأعظم أنه تعرف على شاب من ذوي الأخلاق السيئة، وكان يشاهد معه الأفلام إلى أن أقام معه علاقة جنس فموي، وبعد ذلك أجبره على وضع ذكره في فم صاحبي، وقد سألت صاحبي هل مارس الجنس معك في الدبر؟ قال لا أتذكر، مع العلم أنني الآن أجبرته على تغيير مكان سكنه وعمله وأرقام تلفوناته جميعها، وقال لي إن القصة لها أكثر من أربع سنوات، وأنه تاب إلى الله، واختار أصحابا من حفظة كتاب الله، فهل يتوب الله عليه؟.
وطلبت منه عمل الفحوصات التالية: HIV.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان هذا الشخص قد تاب إلى الله تعالى توبة نصوحا صادقة، فإن الله تعالى يتوب عليه ويمحو عنه ذنبه مهما كان عظيما، فإن الله تعالى هو الغفور الرحيم، وقد وعد التائب بقبول توبته مهما عظم ذنبه، فقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن التائب يرجع من ذنبه كمن لم يذنب، فقال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.

فليقبل هذا الشاب على ربه، وليحسن ظنه به، وليصلح عمله، وليجتهد في تصحيح توبته، وليكثر من نوافل العبادات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وليستر على نفسه، ولا يخبر أحدا بفعله، نسأل الله أن يمن علينا وعليه بالتوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني