الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقت ظهور (ذو السويقتين، ‏والقحطاني، والجهجاه)

السؤال

ما هو ترتيب ظهور (ذو السويقتين، ‏والقحطاني، والجهجاه) على الراجح؟
‏وهل يكونون قبل ظهور المهدي، ‏وعلامات الساعة الكبرى أم بعدها؟
‏وإذا كان الجواب نعم. لماذا لم يذكروا ‏من علامات الساعة الكبرى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصنيع ابن كثير في النهاية، يشير إلى أن هدم الكعبة متقدم، مع احتمال بعيد أن يكون ذو السويقتين هو القحطاني، ويجعل الجهجاه هو القحطاني. وعليه، فالترتيب عنده: هدم الكعبة، ثم ظهور الجهجاه القحطاني. وقد ذكرنا بالفتوى رقم: 174493 كلام الحافظ ابن حجر في أن القحطاني يظهر عقب هدم الكعبة، وقد ذكر احتمال القرطبي في كون القحطاني هو الجهجاه، ولم يتعقبه.

قال القرطبي في التذكرة بأحوال الموتى، وأمور الآخرة: ولعل هذا الرجل القحطاني، هو الرجل الذي يقال له الجهجاه، وأصل الجهجهة الصياح بالسبع. يقال: جهجهت بالسبع، أي زجرته بالصياح، ويقال: جهجه عني. أي انته. وهذه الصفة توافق ذكر العصا. والله أعلم. اهـ.

ومن أهل العلم من يفرق بين القحطاني، والجهجاه؛ فالأول عربي، والثاني من الموالي -كما في الحديث- وانظر الفتوى التي أحلناك عليها برقم: 174493.

ويُمكن أن يُجاب عن ذلك بأن المولى قد تُطلق بمعنى الحليف، وكذلك المعتَق.

قال ابن منظور في لسان العرب: قَالَ: والمَوْلى الحَلِيفُ، وَهُوَ مَنِ انْضمَّ إِليك فعَزَّ بعِزِّك، وَامْتَنَعَ بمَنَعَتك، قَالَ عَامِرٌ الخَصَفِي مِنْ بَنِي خَصَفةَ: همُ المَوْلى، وإِنْ جَنَفُوا عَليْنا، ... وإِنَّا مِنْ لِقائِهِم لَزُورُ ... والمَوْلى: المُعْتَقُ انْتَسَبَ بِنَسَبِكَ، وَلِهَذَا قِيلَ للمُعْتَقِين المَوالي. انتهى.

ويحتمل أن يكون آخر ذلك هدم الكعبة؛ لأنه من أشراط الساعة الكبرى؛ وانظر الفتويين: 178605، 118584.

وفي الجملة، لا يترتب على هذه المسألة كبير شيء.

جاء في ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض في ترجمة: زياد بن عبد الرحمن: قال حبيب: كنا جلوساً عند زياد، فأتاه كتاب من بعض الملوك بعد مدة، فكتب فيه، ثم طبع الكتاب ونفذ به الرسول. فقال زياد أتدرون عم سأل صاحب هذا؟ سأل عن كفتي ميزان الأعمال يوم القيامة، من ذهب هي أم من ورق؟ فكتبت إليه، حدثنا مالك، عن ابن شهاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. وستردُ فتعلم. انتهى.

فهذه أمور كونية، ستكون شئنا أم أبينا على ما أعدها الله -سبحانه- وليس المطلوب منا إعداد هذه الأدوار، ولكن لزوم حكم الله فيها -إذا أدركناها- وقد جاء عن جعفر الصادق -رحمه الله-: إن الله أراد بنا أشياء، وأراد منا أشياء، فما أراده بنا أخفاه عنا، وما أراده منا بيَّنه لنا، فما بالنا نَنْشغل بما أراده بنا ... عمَّا أراده منا؟!.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني