الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفريط في الصلاة.. الحكم.. والواجب

السؤال

ما حكم من ترك الصلاة بأمور تشغله عن الصلاة وأحيانا تركها متعمدا ثم أقمتها متأخرا؟ وكيف أصلي الصلوات الفائتة قبل بضعة أيام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فترك الصلاة كبيرة من كبائر الذنوب سواء تُرِكَتْ اشتغالا بأمر الدنيا أو لغير ذلك، وكذا تأخيرها عن وقتها المحدد لها شرعا من غير عذر يعتبر ذنبا يستوجب التوبة إلى الله تعالى، وإن من البلاء ما كثر في أوساط المسلمين من التهاون في أداء الصلاة وعدم المحافظة عليها مع أنها أوثق عرى الإسلام بعد الشهادتين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ. رواه أحمد والبيهقي وابن حبان، وصححه الألباني.

قال المناوي في شرحه: وآخرهن الصلاة ـ حتى أن أهل البوادي الآن وكثيرا من أهل الحضر لا يصلون رأسا، ومنهم من يصلي رياء وتكلفا.. اهــ.

والمصيبة في زماننا أعظم وأطم ولا حول ولا قوة إلا بالله، فعلى من ترك الصلاة أو أخرها لغير عذر أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره، كما يجب عليه أن يقضي تلك الصلوات المتروكة ولو كانت كثيرة، ويجب قضاؤها فورا ويرتبها فيبدأ بالصلاة التي تركها أولا، ثم التي تليها، ثم التي تليها وهكذا، وقد بينا كيفية قضاء الفوائت في الفتوى رقم: 179967.

وانظر أيضا الفتوى رقم: 6061، عن عقوبة تارك الصلاة في الدنيا والآخرة، والفتوى رقم: 47422، عن الترغيب في الصلاة والترهيب من تركها، والفتويين رقم: 96477، ورقم: 94562، وكلاهما عن التفريط في الصلاة، وما يفعل بالفوائت المتراكمة وكيفية قضائها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني