الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أشك في إتمام سجودي على الأرض، ‏مثال: عندما أرفع من السجود، أشك ‏هل كانت قدمي على الأرض أم لا؟ ‏هل أعيد السجود فقط (وكأني لم آت ‏به) أم أعيد الصلاة؟ أنا أعلم أنه ‏يجب الإتيان بموقع الخطأ في الركن، ‏في حالة الشك، ولكن أتحير في هذا ‏الموضع.‏
إذا أخطأ الإنسان في التشهد مثلا: ‏قال: التحيات لله، والصلوات، ‏والطيبات، السلام عليك أيها النبي ‏صلى الله عليه وسلم. ثم أخطأ في ‏كلمة: (ورحمة الله) هل يعيد (الواو) ‏معها؟ هو أخطأ في (رحمة الله) هل ‏تعتبر من الزيادة المبطلة؟
وسؤال آخر: صليت الفجر، وأنا ‏دائما أخطئ في قراءة الفاتحة، ‏وقرأتها صحيحة، وبعد الشروع في ‏قراءة السورة التي بعدها، جاءني ‏شك أنني لم أنطق: ولا الضالين ‏جيدا. رغم تأكدي أنني نطقتها ‏صحيحة، فلم ألتفت لذلك، ثم كثرت ‏الوسوسة، وأنا أقرأ السورة التي ‏بعدها، فقلت في (نيتي أنني سوف ‏أعيدها فرضا، وكأني لم آت بها) ‏وعند ما أنهيت السورة لم أعدها، ‏وركعت.‏
‏ هل النية أنني أعيدها كفرض، وعدم ‏احتساب القراءة التي قرأتها، والتي ‏وقعت صحيحة، تبطل بهذه النية؟ ‏ولكن بعد الظهر أعدتها احتياطا؟
وهل إذا أخطأ في قراءة التشهد ‏الثاني مثال: قال: اللهم صل على ‏محمد، وعلى آل محمد، كما صليت ‏على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم. ‏وأخطأ في قراءة القسم الثاني من ‏التشهد. هل يعيد التشهد كاملا حتى ‏لا يكون قد زاد شيئا في الصلاة، أم ‏يأتي بموضع الخطأ فقط؟ ‏
وهل إذا قرأ التشهد الأول، ثم أخطأ ‏في وسط القراءة، وأعاد شيئا مما لم ‏يخطئ فيه، يعتبر ذلك من الزيادة ‏المبطلة للصلاة؟ ‏
في الفترة الأخيرة أصبحت أنسى ‏كثيرا، ولا أقوى على التذكر أثناء ‏الصلاة. لا أعلم بالضبط ما السبب! ‏ولا أعلم هل هي وسوسة أم لا؟ ‏أصبحت أشك في كل حرف، في ‏نطقه، في الصلاة، وأنسى كثيرا، ‏وأعيد كثيرا، وأشعر بالدوخة عند ‏تكرار الفاتحة كثيرا، أو التشهد؛ لأني ‏أنسى هل قلتها حقا أم لا؟ حتى ‏صلاتي أصبحت كلها إعادة في كل ‏شيء، وأكرر كل شيء، وأخذت ‏بأقوال العلماء في التسبيح في ‏السجود والركوع بسنيتها، وكذلك ‏بتكبيرات الانتقال بسنيتها حتى أخرج ‏من الشك، والوسوسة وأشفى منه؛ ‏لأني لو أخذت بوجوبها لن تخلو ‏صلاة إلا وسجدت للسهو فيها، رغم ‏أني أجتهد ألا أسهو، ولكنني أنسى ‏كثيرا، وأعرف أنني مقصرة في أمر ‏الصلاة، وأحاول إتمامها من غير أي ‏نقص، وأحيانا أخرج من الصلاة وأنا ‏ أشعر بالدوخة من التكرار والتركيز.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يستريب من قرأ سؤالك، أن الأمر وسوسة كبيرة الشأن، ولا أحسن في علاجها من الإعراض عنها تماماً، فاصرفي نفسك عن هذا.

وأكثر أهل العلم على أن السجود على الأعضاء غير الوجه مستحب، وليس بواجب خلافًا للحنابلة، كما تقدم في الفتوى رقم: 106012.

وبناء على ذلك، فمن لم يضع قدميه عند السجود، فصلاته صحيحة عند أكثر أهل العلم، وما دمت موسوسة، فللموسوس أن يأخذ بأخف الأقوال حتى يعافيه الله تعالى، كما بينا في الفتوى رقم: 181305.

وأما بخصوص الوسوسة في القراءة، والتشهد، فإذا شككت هل قراءتك صواب، أو خطأ فلا تلتفتي للشك، وامضي في صلاتك، واطرحي عنك الوساوس، وأما إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه، بأنك أخطأت في حرف، فأبدلته بغيره، فحينئذ يلزمك أن تعيدي تلك الكلمة التي أخطأت فيها، ولا يلزمك إعادة ما قبلها من كلمات. وعليك أن تتمرني على النطق الصحيح للحروف، ولا تتكلفي في إخراج الحروف من مخارجها، فإن الأمر يسير جدا لو طرحت عنك الوسواس؛ ولبيان حكم إبدال حرف بغيره في الفاتحة، وما يبطل الصلاة من ذلك وما يعفى عنه، راجعي الفتوى رقم: 113626.

ونذكرك بأن الموسوس لا ينبغي أن يُفتي نفسه، بل يقلد العالم الذي أفتاه، ولا يلتف، وانظري الفتوى رقم: 251344.

ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة. ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني