الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أحكام إفرازات المرأة

السؤال

أنا فتاة غير متزوجة، ابتليت بمرض ‏الوسواس القهري، لدرجه الجنون. ‏التزمت، وبعد التزامي أصبت ‏بوسواس العقيدة، وقبل الالتزام كان ‏معي وسواس، ولكن في الصلاة، ‏والوضوء. وتطور معي بعد الالتزام. ‏مع أنني في كل حالاتي أخاف الله. تعبت ‏كثيرا من حالتي جدا. حياتي مريرة، ‏ومرة، وصعبة. تعبت كثيرا. ‏الوسواس معي فقط في العبادات، ‏والأشياء التي يدخل الدين فيها.‏
‏ مع الأيام، كل يوم يأتيني بفكرة ‏جديدة، مرة الوضوء غير صحيح في ‏الأصل، وأبدأ بفتح المواقع، والبحث ‏عن الوضوء الصحيح، وكل يوم ‏بشكل جديد. ‏
أنا فتاة جامعية، ومثقفة في كل ‏شيء، ولكن ضعيفة جدا في أمور ‏ديني؛ لأنني أخاف أن لا يقبل الله ‏عملي.‏
‏ مع الوقت اكتشفت أن الإفرازات ‏التي تخرج من المرأة منها ما يوجب ‏الغسل، ولم أكن أعلم بذلك من قبل، كنت ‏أظنها من أحكام المتزوجين فقط. ‏وكل صلاة أنظر هل نزل مني شيء. ‏والمصيبة في كل مرة أجد مادة: مرة ‏شفافة، ومرة أخرى بيضاء، ومرة ‏صفراء. وتأتيني أفكار مخلة غصبا ‏عن إرادتي، وأطردها عني. وفي كل ‏صلاة أجد شيئا. وسمعت أن المني ‏لونه أصفر، وأنا بشكل شبه يومي تنزل ‏مني مادة صفراء، ولكن بدون فتور، ‏ولا شيء، فقط مجرد فكرة، وقليل ‏من الشهوة الإجبارية، ولونه أصفر. ‏في كل يوم أغتسل ثلاث مرات، أو ‏أربع. شعري تلف من كثرة الغسل. ‏قررت أن أجعل له حكم سلس البول؛ ‏لأخفف عني العناء، ولكن بمجرد ‏التفكير تنقطع عني المادة الصفراء.
‏أشعر بأن أحدا يتحكم في جسمي، ‏ويقهرني، مع العلم بأن راقيا شرعيا ‏قال لي إنني مصابة بالعين القوية، ‏أو السحر. وسيزول ذلك، مع ‏الرقية إن شاء الله في الأيام القادمة. ‏ومرات تنزل معي مادة بيضاء ‏خاصة في الجامعة، وكنت أفكر في ‏أنها من الإجهاد، والتعب، ولأكتفي ‏بتغيير ما أصابني، والوضوء منه.‏
ماذا أفعل في نفسي؟
‏ تعبت أريد حلا جذريا لحالتي. والله ‏إنني أخاف ربي بأن لا تقبل صلاتي، ‏وهذه هي نقطة ضعفي. ‏
وهل يلزمني أن أتفحص في كل ‏صلاة؛ لأنني كل ما أتفحص أجد ‏شيئا؟
‏ أريحوني جزاكم الله خيرا الجامعة على الأبواب ،‏ودوامي يكون فترات طويلة، لا ‏يمكنني الاغتسال، وأخاف أن ينزل ‏شيء مني، ويصعب ذلك علي.‏
‏ أريد أن أكون فتاة طبيعية، تعبت، ‏والله لست متزوجة.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فعليك أن تغلقي على نفسك باب الوسوسة، ولا تسترسلي مع الوساوس مهما تكررت، أو تنوعت، وانظري لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196.

ولا يلزمك التفحص، ولا البحث عن خروج شيء منك، فإذا تيقنت أنه قد خرج منك شيء، فإن كان من الرطوبات العادية - كما هو الظاهر- فلا يلزمك تغيير ثيابك؛ لأن هذه الرطوبات طاهرة، وإنما يلزمك الوضوء فقط؛ وانظري الفتوى رقم: 110928.

وإن رأيت ما تتحققين كونه منيا، وجب عليك الغسل، وصفة المني، والفرق بينه وبين المذي، تجدينه في الفتوى رقم: 128091، ورقم: 131658، ولا يلزمك الاغتسال ما لم تتحققي، ويحصل لك اليقين الجازم بخروج المني.

وإذا شككت في الخارج هل هو مني أو مذي، فإنك تتخيرين، فتجعلين له حكم ما شئت؛ وانظري الفتوى رقم: 158767، فالأمر بحمد الله يسير، ودين الله تعالى يسر، فلا تشقي على نفسك، وأعرضي عن الوساوس ولا تعيريها اهتماما، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني