الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجو من فضيلتكم الإجابة على ‏سؤالي وذلك لأهمية ‏السؤال بالنسبة لي.‏
زوجي يا دكتور-بسبب بعض ‏الوسواس في الطلاق-، يرفض أن ‏يتم الزفاف إلا بعد أن يتم تجديد العقد ‏من جديد.‏
ولكن حصلت عدة مواقف بيني وبين ‏زوجي، أريد أن أسأل حضرتك هل ‏تعتبر هذه خلوه شرعية أم لا؟ لأن ‏حضرتك تستطيع أن تقدر الموقف ‏أحسن منا.‏
الموقف الأول: عندما كان زوجي عندي في البيت، نزلت أمي إلى ‏الدور الأرضي لتأتي بشيء، وأغلق ‏الباب، فاستغل زوجي هذا الموقف ‏وحضنني، وقبلني، وكنا طبعا لا ‏نأمن دخول أمي في أي وقت، ولأجل ‏ذلك لم يكن بإمكاننا أن نستمتع ‏ببعضنا حق الاستمتاع، ولم تغب أمي ‏سوى دقيتين، أو ثلاث دقائق على ‏الأكثر.‏
الموقف الثاني: عندما كان زوجي ‏عندنا، وكانت أمي جالسة معنا في ‏الصالة، وجاءها اتصال في غرفة ‏نومها. وفي البيت بعض الانحناءات ‏يعني لا يستطيع من يجلس في غرفة ‏النوم، أن يرى الذي في الصالة إلا ‏إذا اقترب من الصالة، فقمنا بتقبيل، ‏ولمس بعضنا البعض، وطبعا كل ‏حين كنا نوقف ما نفعله، لنسترق ‏السمع، لأجل أن نعرف هل أنهت ‏أمي الاتصال، أو لا. وكان بإمكاننا ‏أن نرى كل شيء في بعضنا، ولكننا ‏لم نفعل؛ لأننا لا نريد هذا إلا بعد ‏الزفاف، علما بأن أبواب الغرف ‏كانت مفتوحة.‏
الموقف الثالث: في مرة من المرات ‏كانت أمي تصلي في غرفتها، ‏واستغل زوجي هذا الموقف، وفعلنا ‏ما نفعله كل مرة، ولكننا طبعا لم ‏نطأ، ولكن يا دكتور كان بإمكاننا أن ‏نطأ، لكن طبعا بسرعة قبل أن تنتهي ‏أمي من الصلاة، لكن طبعا الظروف ‏لم تكن مساعدة؛ لأننا لا بد أن ‏نسترق النظر كل حين؛ لنتأكد أن ‏أمي لم تنته من الصلاة.‏
‏ حضرتك طبعا تفهم كيف يكون ‏موقف مثل هذا، وكأننا نختلس، أو ‏نسرق.‏
الموقف الأخير: كانت أمي تشعر ‏بالتعب؛ فدخلت غرفتها لتسريح ‏قليلا؛ ولأننا لا نأمن أن تستيقظ أمي ‏في أي وقت، وتخرج، قام زوجي ‏بتقبيلي، واحتضاني، ثم أيقظ أمي ‏واستأذنها، وخرج.‏
هل تعتبر هذه المواقف خلوة ‏شرعية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فطلاق الزوجة قبل الدخول، أو الخلوة الصحيحة، طلاق بائن، لا يملك الزوج الرجعة فيه، إلا أن يعقد عليها عقدا جديدا.

قال ابن قدامة رحمه الله: أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ غَيْرَ الْمَدْخُولِ بِهَا، تَبِينُ بِطَلْقَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَا يَسْتَحِقُّ مُطَلِّقُهَا رَجْعَتَهَا.

والخلوة الصحيحة هي الخلوة التي يمكن فيها -عادة- حصول الجماع.

جاء في الشرح الصغير للدردير: خَلْوَةً يُمْكِنُ فِيهَا الْوَطْءُ عَادَةً. اهـ.
وأما مجرد الانفراد في الزمن اليسير، وحصول اللمس، والتقبيل، مع عدم الأمن من دخول الغير، فلا يعد خلوة صحيحة.

جاء في الفتاوى الهندية-مختصراً-: وَالْمَكَانُ الَّذِي تَصِحُّ فِيهِ الْخَلْوَةُ أَنْ يَكُونَا آمَنَيْنِ مِن اطِّلَاعِ الْغَيْرِ عَلَيْهِمَا بِغَيْرِ إذْنِهِمَا، كَالدَّارِ وَالْبَيْتِ ...................... ......وَفِي الْبُيُوتَاتِ الثَّلَاثَةِ، أَوْ الْأَرْبَعَةِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ، إذَا خَلَا بِامْرَأَتِهِ فِي الْبَيْتِ الْأقصى، إنْ كَانَتْ الْأَبْوَابُ مَفْتُوحَةً، مَنْ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِمَا مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ، لَا تَصِحُّ الْخَلْوَةُ، وَكَذَا لَوْ خَلَا بِهَا فِي بَيْتٍ مِنْ دَارٍ، وَلِلْبَيْتِ بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي الدَّارِ إذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِمَا غَيْرُهُمَا مِنْ الْمَحَارِمِ، أَوْ الْأَجَانِبِ يَدْخُلُ؛ لَا تَصِحُّ الْخَلْوَةُ. اهـ.

وعليه، فالذي يظهر لنا -والله أعلم- أنّ الصور المذكورة في السؤال، لا تعد خلوة صحيحة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني