الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإفرازات المستمرة حكمها حكم السلس

السؤال

قررت الأخذ برأي ابن القيم أن الإفرازات المرضية لا تنقض الوضوء، لأنها مستمرة وأنا أتوضأ منها لكل صلاة، لكنها إذا خرجت مني في الصلاة وبعد الوضوء فلا أعيدها، لأن هذا يشق علي، فهل صحيح ما فعلته؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت تلك الإفرازات مستمرة دائما بحيث لا تنقطع وقتا يتسع للوضوء والصلاة, فهي في حكم السلس, وبالتالي فيكفيك الوضوء لكل صلاة, ولا يضرك ما خرج بعد الوضوء, أو أثناء الصلاة، وإن كانت تلك الإفرازات تنقطع وقتا يتسع للوضوء والصلاة, فلا ينطبق عليها حكم السلس, وتعتبر كغيرها من نواقض الوضوء، وعلى افتراض أن انقطاع هذه الإفرازات أكثر من ملازمتها, لكن هذا الانقطاع غير منتظم, بحيث يمكن نزولها في أي وقت، فمذهب الجمهور أنه لا ينطبق عليها حكم السلس، وقد رجح بعض الحنابلة أن الانقطاع غير المنتظم له حكم السلس, ولو كان انقطاع الإفرازات أكثر من ملازمتها، وراجعي تفاصيل المسألة، مع أدلة كلا القولين, وذلك في الفتويين رقم: 136434, ورقم: 252361.

ولم نقف على مذهب خاص لابن القيم في هذه المسألة بعينها، والإفرازات النازلة من المرأة قد ذكرنا تفصيل حكمها في الفتوى رقم: 51282.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني