الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يجوز وما لا يجوز من إخبار الطبيب بحالة مريضة

السؤال

أنا في كلية الطب البشري، وأريد أن أعرف ما هي الحالات التي يتعين فيها على الطبيب أن يستر على مريضه، وأن لا يفضحه؟ وما هي الحالات التي عليه أن يبلغ فيها عن المريض؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت حالة المريض تستدعي الإخبار لمن يهمه الأمر من أهله فيشرع إخبارهم حتي يقوموا بما يحتاج له من العلاج والرعاية، ويتعين إخبار الجهات الحكومية بمرض من فيه عدوى إن كان ذلك مطلوبا، كما في حال الناس الذين يفحصون عند قدومهم لبعض الدول أول مرة، وأما في غير ذلك، فإن الطبيب لا يفشي أسرار الناس ولا سيما إن كان في ذلك ضرر عليهم، لأن الله تعالى ستير يحب الستر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر..... رواه أبو داود والنسائي وأحمد، وصححه الألباني.

وقال أيضاً: لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة. رواه مسلم.

وفي رواية: ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. رواه مسلم.

وقال الحسن البصري: إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك.

وإن تيقن حصول الضرر حرم إفشاء السر، وظاهر كلام بعضهم تحريم إفشائه مطلقا، فقد قال الغزالي في الإحياء: وإفشاء السر خيانة، وهو حرام إذا كان فيه إضرار، ولؤم إن لم يكن فيه إضرار. انتهى.

وقال الماوردي في أدب الدنيا: إظهار الرجل سر غيره أقبح من إظهار سر نفسه، لأنه يبوء بإحدى وصمتين: الخيانة إن كان مؤتمنا، والنميمة إن كان مستخبرا، فأما الضرر فيما استويا فيه أو تفاضلا، فكلاهما مذموم، وهو فيهما ملوم. انتهى.

وقال صاحب الإنصاف: قال في أسباب الهداية: يحرم إفشاء السر، وقال في الرعاية: يحرم إفشاء السر المضر. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني