الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحكم آل سعود

السؤال

ما الرد المفصل على من يطعن في الشيخ محمد بن عبدالوهاب بتوريث الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد عرفنا بالشيخ -رحمه الله- بالفتويين: 5408، 7070.

ولعل مقصودك بتوريث الحكم: مبايعته لآل سعود، ورضاه بأن يكون الحكم فيهم يتوارثونه بينهم، وهذه الشبهة يمكن الجواب عنها كالتالي:

1- ليس كل توريث محرما، وانظر الفتوى رقم: 167473.
2- الشيخ بايع محمد بن سعود، ولما مات بايع عبد العزيز بن سعود، وترجمة كل منهما تشيِ بكونهما يصلحان للإمارة وبكثرة الخير فيهما، فانظرهما في تاريخ نجد لابن غنام، وكذلك عنوان المجد لابن بشر.

ونص عبارة الشيخ لما قال له الأمير محمد بن سعود: "أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعز والمنعة. فقال الشيخ: وأنا أبشرك بالعز والتمكين وهي كلمة لا إله إلا الله من تمسك بها ونصرها ملك البلاد والعباد كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم. انتهى من تاريخ نجد.

فهو إنما كان يبايع على الدعوة إلى التوحيد، وهذه في الأساس بيعة على التوحيد، جنب الشيخ بها المسلمين الدخول في معارك جانبية، مع تطبيق الإمامين الدعوة إلى التوحيد.

ولعل الشيخ رأى مبايعة عبد العزيز بعد أبيه لما عرف به من حب دعوة التوحيد، وبالكفاءة، وذلك أولى من التشرذم، والاقتتال كل يريد طائفته، فآثر أن يكون الأمر كذلك، وقد كانت البلاد مخوفة، إلى أن حصل الأمن أيام محمد بن سعود، ثم ازداد الأمن أيام عبد العزيز، كما جاء في عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر -رحمه الله-

وكانا لا يصدران إلا عن فتاوى الشيخ-رحمه الله-

وانظر للفائدة: حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحقيقة دعوته، لسليمان بن عبد الرحمن الحقيل.

ولم تكن هذه بيعة عامة لإمام المسلمين، وإنما هي بيعة خاصة في منطقة صغيرة الحجم، للقيام بتأمينها، والارتقاء الحضاري بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني