الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل من دخل النار بذنب يكون مخلدا فيها

السؤال

قوله صلى الله عليه وسلم: دخلت امرأة النار في هرة. هل هذه المرأة خالدة في النار؟ الظاهر أنها ليست مشركة، حسب علمي؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: دخلت امرأة النار في (هرة)
لكن كلام الله عز وجل ذكر خالدين في النار للمشركين. قوله تعالى: إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية.
نريد توضيحا أكثر لهذا الحديث.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَسَقَتْهَا، إذْ هِيَ حَبَسَتْهَا، وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ.

والصواب أن المرأة كانت مسلمة، وإنما استحقت دخولها النار بسبب سجنها الهرة حتى ماتت، وأنها بإصرارها صارت كبيرة.

قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم: وَأَمَّا دُخُولهَا النَّار بِسَبَبِهَا، فَظَاهِر الْحَدِيث أَنَّهَا كَانَتْ مُسْلِمَة، وَإِنَّمَا دَخَلَتْ النَّار بِسَبَبِ الْهِرَّة ... وَهَذِهِ الْمَعْصِيَة لَيْسَتْ صَغِيرَة، بَلْ صَارَتْ بِإِصْرَارِهَا كَبِيرَة، وَلَيْسَ فِي الْحَدِيث أَنَّهَا تَخْلُد فِي النَّار. انتهى.
وليس في الحديث ما يخالف ظاهرُه الآيةَ التي ذكرتها من سورة البينة، إذ الآية في الكفار المشركين، ودخولهم النار أبدي، وأما هذه المرأة فمسلمة، استحقت دخول النار، وليس في الحديث أنها تخلد في النار.

وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 31033، والفتوى رقم: 146189.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني