الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشهادة زوا خوفا على النفس

السؤال

هل الحلف على المصحف الشريف ‏كذباً؛ حفظاً للنفس، وخوفاً من تهديد ‏الحياة، حرام أم لا؟
قصة هذا السؤال كالآتي: حدث ‏شجار أمام عيني بين شخصين، ‏وأدى إلى إطلاق النار في النهاية. ‏الشخص الذي ضُرب بالرصاص ‏حي، وفي حالة جيدة الآن.
وأما ‏الشخص الثاني الذي أطلق النار ‏ففي السجن حاليا، وله سوابق في ‏هذا المجال. وقد طلبوني للشهادة في ‏المحكمة؛ وبالتالي هددني شخص ‏قريب للذي أطلق النار بأن أشهد ‏لصالحه، يعني بأن أقول لم أر شيئا؛ ‏لأنني إذا اعترفت بكل شيء، لا ‏أعرف ماذا سيحصل. فأنا وحيد عند ‏أهلي، وأنا من نفس المنطقة التي ‏يعيش فيها الاثنان.‏
‏ ما الحل؟
‏ أرجوكم أفيدوني بسرعة.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالشاهد إذا خاف على نفسه ظلما، أو ضررا، لم يلزمه أداء الشهادة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 95851. وذكر علي حيدر في شرح مجلة الأحكام شروط فرضية الأداء، ومنها: (أن لا يخاف الشاهد على نفسه من ظالم).
وعلى ذلك، فيسع السائل أن يمتنع عن أداء هذه الشهادة. فإن أكره على أدائها زورا، وذلك بأن يكون الضرر الذي سيقع عليه من التهديد المذكور مجحفا، كالقتل، وإتلاف العضو، وغلب على ظنه أن من هدده قادر على إنفاذ تهديده، ولا يجد سبيلا لمنع هذا الضرر إلا بشهادة الزور، ولم يترتب على شهادته إزهاق لنفس، أو تعد على عرض، فهو معذور في أدائها.
وقد سبق لنا بيان أن المكره على الحلف الكاذب، لا حرج عليه إذا تحققت الشروط المعتبرة في الإكراه، والتي سبق أن ذكرناها في الفتوى رقم: 111428.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني