الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عزم على ترك مشاهدة الأنمي المحرم لوجه الله ويريد مشاهدة المباح منه

السؤال

جزاكم الله خيرا بينوا لي، فأنا في حيرة شديدة من أمري، وأعلم أن الأمر تافه بالنسبة لكم.
قلت مرة: إني سأترك الأنمي لوجه الله سبحانه وتعالى؛ لأن فيها موسيقى وهكذا، وبعد ذلك تبين لي في موقعكم أن الأنمي ليست بحرام إذا خلت من المحاذير، كأن أكتم الصوت وأختار الأنمي المناسب وهنا تأتي المشكلة.
أنا لا أستطيع العودة إليها فكلما فكرت بالأنمي وأني أود مشاهدتها من كل قلبي ـ دون الانشغال عن الطاعات فقط ثلاث حلقات باليوم ـ أشعر بحزن شديد، والله أتمنى العودة ولكن شيئا يمنعني وكأني سأفعل أعظم الذنوب، مع أني لن أفعل شيئا بإذن الله، فتفكيري بصراحة معقد جدا الناس من حولي يشاهدونها عادي جدا، فأخواتي يشاهدنها وعند ظهور الموسيقى يكتمونها، هل يجوز لي أن أشاهدها والعودة إليها؟ أحتاج إلى شيءِ يسليني قليلاً، فشغلي الشاغل التفكير بهذا الأمر، وتعبت حقاً، أرشدوني
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينّا حكم مشاهدة أفلام الكرتون مفصلاً، بالفتوى رقم: 110537، وتوابعها، ورجحنا إباحتها ما لم تكن فيها مخالفات شرعية.

وكلامك هذا هو عزم على ترك ذلك لله، وليس يمينا، ولا عهدا لله، فكلاهما يشترط فيه اللفظ، قال ابن قدامة في المغني: إذا حلف بالعهد أو قال: عهد الله وكفالته، فذلك يمين يجب تكفيرها إذا حنث فيها. انتهى.

هذا فضلا عن أن كونك عزمت على تركها لوجه الله إنما كان لاعتقادك كونها محرمة، فقصدك هو ترك الحرام لوجه الله، والمباح من الإنمي لم يتناوله عزمك.

وعليه؛ فلا حرج عليك إن شاء الله في مشاهدة الإنمي على الوجه المباح، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 260008.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني