الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقع طلاق المريض بالفصام؟

السؤال

أنا متزوجة منذ خمس سنوات، وعندي طفلان، وزوجي مريض بالفصام، وكان يتناول الأدوية، ومنذ عام توقف، وحدثت طوال هذا العام جميع المشاكل في عمله، ومع أهله، ومعي حتى بدأ يضربني جميع أنواع الضرب، والسباب، وبدأ يتجه إلى المواقع الإباحية، ومحادثة هؤلاء، وإرسال المال إليهم، وعند مواجهته يقوم بالضرب، ويقول: من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه، ومنذ ذلك النحو قمت بالنصح، والصبر من أجل بيتي، ولكن بعد هذا وبعد تحملي منذ عشرة أيام بعد مشاجرة على ما يفعله، وكنت قد رأيته رجع للدخول على هذه الإباحيات مرة أخرى بعد ما تاب: وظل يقول: إنه الشيطان، بعد انتهاء المشاجرة رجع وقال لي: أنت طالق أنت طالق، ونزل من البيت، وأهله أخذوني، لكني رجعت في اليوم التالي لبيتي، لأني في غربة ليس لي أحد هنا. سؤالي: هل يمين الطلاق هذا سار؟، علما بأني أدرك تماماً أنه في هذه اللحظة كان واعيا لما يقول، لكنه بصفة عامة منذ أكثر من عام غير متزن، وهل لو أرجعني من حقي أن أطلب طلاق الضرار لما يفعله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك تلفظ بطلاقك مدركاً مختاراً فقد وقع طلاقه ولو كان مريضاً بالفصام، وانظري الفتوى رقم: 68209،
وإذا كان يسيء إليك بالسب والضرب بغير حقّ، فلك التطليق عليه للضرر، وراجعي الفتوى رقم: 33363،
لكن الذي ننصحك به ألا تتعجلي في طلب الطلاق، وأن تجتهدي في استصلاح زوجك، وإعانته على التوبة، والاستقامة، مع السعي في علاجه عن طريق المختصين من الأطباء النفسيين، أما إذا لم تجدي سبيلا لإصلاحه، فينبغي أن توازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه على تلك الحال، وتختاري ما فيه أخف الضررين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني