الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أختي توفيت ثالث أيام العيد بعد ما كانت في غيبوبة تامة ثمانية أشهر، وكان ذلك بسبب الولادة، قاموا بعمل عملية قيصرية لها في بطنها، واستأصلوا الرحم بسبب النزيف، ولكن الطفل سليم.
وقبل وفاتها عانت من انتفاخ شديد في بطنها واستفرغت دمها، وتوفيت وهي في غيبوبة، هل تعتبر مبطونة وشهيدة؛ لأنها توفيت بسبب الولادة بإذن الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعظم أجركم بوفاة أختكم، ويسكنها فسيح جناته، ويتقبلها عنده في الشهداء.

وفي خصوص موضوع السؤال فقد قال النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ، رواه مالك وأحمد وأبو داود واللفظ له وصححه الألباني.

والأخت المتوفاة داخلة في عموم هذا الحديث، فهي -إن شاء الله- من الشهداء عند الله تعالى، والأقرب دخولها في النوع الرابع وهو المبطون، وهو من به داء في البطن أدى إلى وفاته، وللمزيد في أقوال أهل العلم في المبطون تنظر الفتوى رقم: 145521.
وإنما استبعدنا دخولها في النوع الأخير ـ وهي المرأة تموت بجمع ـ لتراخي الوفاة عن الولادة، وعن أكثر مدة النفاس. وللمزيد في بيان المراد بموت المرأة بجمع تنظر الفتوى رقم: 238264 .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني