الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إنكار الاستهزاء بالقلب وحكم تجديد الإسلام بغير سبب

السؤال

يا شيخ أنا صرت أعاني من الوسوسة في مسألة الاستهزاء، وكل ما تكلم أحد بكلمة وشككت أن فيها استهزاء رحت أجدد إسلامي، وهل الله يؤاخذني على أني أجدد إسلامي؟ وهل تجديد الإسلام لغير سبب بدعة؟ أم بدعة مخرجة من الملة؟ إذا شك أحد فقط وخاف وراح يجدد إسلامه على شك فقط يخرج من الملة؛ لأني خفت أن أكون مثل الخوارج؛ لأني سمعت أنهم يكفرون بالشبهات، وهل إذا استهزأ أحد في مجلس يكفي الإنكار بالقلب؟ وهل إذا أنكر في قلبه وجلس يرفع عنه الكفر، لكن يأثم، مع العلم بكل الحالات، سواء كان يستطيع أم لم يستطع.
أرجو الرد بالله عليكم مع ذكر الأسباب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن الوسواس قد بلغ منك مبلغا عظيما، ولا بد لك من أن تجاهد نفسك في التخلص من هذه الوساوس والإعراض عنها، فمهما عرض لك الوسواس في هذا الباب خاصة، وفي غيره من الأبواب فاطرحه عن نفسك ولا تلتفت إليه، حتى يشفيك الله تعالى، واعلم أنك بحمد الله على الملة، وأنك لا تخرج منها بمجرد هذه الوساوس، ولا بمجرد سماع كلام المستهزئين ولا غيرهم، فمن ثبت إسلامه بيقين فلا يزول إلا بيقين؛ إذ الأصل بقاء ما كان على ما كان, فلا يكفر المسلم إلا إذا أتى بقول، أو بفعل، أو اعتقاد دل الكتاب والسنة على كونه كفرًا أكبر مخرجًا من ملة الإسلام، أو أجمع العلماء على أنه كفر أكبر, ومع ذلك فلا يحكم بكفر المعين إلا إذا توفرت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، ومن ذلك أن يكون بالغًا، عاقلًا، مختارًا، والواجب عند سماع المنكر إنكاره باللسان عند الاستطاعة، فإن عجزت فأنكره بقلبك وفارق المكان، وبما أنك موسوس فننصحك بعدم الكلام مع الناس في هذه الأمور حتي لا تنكر ما ليس منكرا بسبب وساوسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني