الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبب في التعوذ من الموت غرقا مع أنه من أسباب الشهادة

السؤال

إذا كان الغريق يموت شهيدًا، فلماذ تعوذ نبينا صلى الله عليه و سلم بالله من أن يموت غريقًا؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العلة في الاستعاذة بالله تعالى من الغرق، مع أنه من أسباب الشهادة هو: أن الموت به يأتي للإنسان فجأة، وقد يكون غير مستعد بالتوبة، وغير مقيِّد لما يجب له أو عليه من الوصية فيما تجب فيه الوصية، والإقرار بما عليه من الحقوق من ديون وغيرها، والإنسان يُسأل عن حقوق الناس، ولو كان شهيداً، ففي صحيح مسلم أن الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين، كما أن في موت الفجأة من فجيعة ذوي الميت أضعاف ما يصيبهم لو مات بمقدمات تهوّن عليهم وقع الفراق، فلذلك شرع التعوذ من الموت المفاجئ بالغرق، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من الحرق والهدم وهي كلها من أسباب الشهادة، فروى النسائي وغيره عن أبي اليسر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي والهَدْمِ والغَرَقِ والحَرَقِ، وأعُوذُ بِكَ أنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطانُ عِنْدَ المَوْتِ، وأعُوذُ بِكَ أنْ أمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِراً، وأعُوذُ بِكَ أنْ أمُوتَ لَدِيغا. والحديث صححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني