الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الكفر والردة

السؤال

أرجو الجواب عن سؤالي بأسرع وقت. أنا عندي اعتقاد ولا أدري إن كان كفرا أم لا؟ أقول: هناك بعض الآباء لا يستحقون مكانة بر الوالدين في الإسلام، وكذلك بعض الأزواج لا يستحقون المكانة الموجودة لهم في الإسلام. أقول: أنهم حالات شاذة بسبب شدة ظلمهم، فهم كالأمراض يجب الصبر عليهم، لكنهم لا يستحقون هذه المكانة، لكن نطيعهم طاعة لله وخوفا منه. هل في هذا شيء من الكفر؟ كأن يكون مثلا: أن الله أعطاهم هذه المكانة، وأنا أرى في هذا ظلم -والعياذ بالله-.
وعندما أصلي وأوسوس بالصلاة أغضب جداً، فأقول -بصوت عالٍ، وعصبية-: يا الله أتوسل إليك ارحمني، لماذا لا ترحمني وتساعدني؟ وأضرب نفسي، وأقول -بعصبية، وصوت عالٍ-: حسبي الله لا حول ولا قوة إلا بك ربي. أحس أني رفعت صوتي بوجه ربي، هل هذا كفر؟ وآخر صلاتي قطعتها، فقلت: أما كنت أتحمل هاتين الكلمتين الباقيتين. فقلت لنفسي: إني استحقرت باقي صلاتي. فقلت: لا، أنا لا أقصد استحقار باقي الصلاة، ولكن استحقرت الكمية الباقية لي. أي: إنها قليلة جداً.
كل يوم أحس أني أحاول التمسك بديني، لكن أحس أني أفشل، أحس أني ضيعت ديني، وضيعت نفسي. كرهت الدنيا. ماذا علي أن أفعل الآن؟ أرشدوني، فأنا ضائعة.
جزاكم الله خيرا، وآسفة لكثرة أسئلتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد اطلعنا على أسئلتك السابقة، وتبين لنا أنك أسيرة للوساوس، وخاصة فيما يتعلق بالوقوع في الكفر والردة عن الإسلام. والشيطان للإنسان -وللمؤمن خاصة- بالمرصاد، فقد يحاول أن يوقع الشكوك والوساوس في قلبه، ليضطرب أمره، ويفسد عليه دينه، فعلى المؤمن أن يغيظ الشيطان بمدافعة هذه الخواطر، وأن يستعيذ بالله منه، ومن كيده. روى البخاري، ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه، فليستعذ بالله، ولينته. فإذا دفع المؤمن هذه الخواطر لم تضره؛ ففي مسند أحمد، وسنن أبي داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: إن أحدنا يجد في نفسه -يعرض بالشيء- لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به. فقال: « الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة ».

والذي يؤكد لنا أن هذه وساوس؛ أنك تخافين الوقوع في الكفر، وتستعيذين بالله منه، بل وأنك تجتهدين في محاولة التمسك بالدين، والاستقامة على طاعة رب العالمين.

فالمطلوب منك: الإعراض عن هذه الوساوس تماما، والعمل على علاجها بما ورد في نصوص الشرع، وقد بيناها في الفتوى رقم: 3086.

وبخصوص وساوس الصلاة؛ راجعي الفتويين التاليتين: 233566، 8053.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني