الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثواب قراءة القرآن في الصلاة ولتثبيت الحفظ

السؤال

أسأل فضيلتكم عن حديث: من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول الم حرفٌ، ولكن، ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ ـ هل يزيد عدد الحسنات في الصلاة إلى 25 حسنة للحرف؟ وهل السرعة في القراءة التي قد تؤدي إلى عدم إعطاء بعض الأحكام حقها من الغنن والمدود في بعض الآيات تذهب بالأجر الموجود في هذا الحديث؟ وقد قرأت لفضيلتكم أن من قرأ القرآن بنية تثبيت الحفظ يؤجر وإن لم يتدبر، فهل يؤجر كما في هذا الحديث عن كل حرف بعشر حسنات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما السؤال الأول: فلا ريب أن قراءة القرآن في الصلاة أفضل منها خارج الصلاة وأعظم أجرا، وأما مقدار التفضيل فيعلمه الله تعالى، قال شيخ الإسلام رحمه الله: الأمر بالقراءة والترغيب فيها يتناول المصلي أعظم مما يتناول غيره، فإن قراءة القرآن في الصلاة أفضل منها خارج الصلاة، وما ورد من الفضل لقارئ القرآن يتناول المصلي أعظم مما يتناول غيره، لقوله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف وميم حرف ـ قال الترمذي: حديث صحيح ـ وقد ثبت في خصوص الصلاة قوله في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا ـ أي: غير تمام، فقيل لأبي هريرة: إني أكون وراء الإمام، فقال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين ـ قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم ـ قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين ـ قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين ـ قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ـ قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. انتهى.

وأما القراءة مع إسقاط بعض أحكام التجويد: فإن التجويد على ضربين، فمنه ما هو واجب وهو إخراج الحروف من مخارجها وإعطاؤها حقها ومستحقها، فهذا لا يكون قارئا من لم يأت به، وتجويد مستحب، وهو ما يتعلق بالغنن والمدود ونحوها مما لا يكون الإخلال به لحنا في القراءة، فهذا يترتب على الإتيان به كمال الأجر، ومن تركه فله أجر قراءته وإن نقص من أجره بقدر ما ترك من تحسين القراءة، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: والتَّجويدُ مِن بابِ تحسين الصَّوتِ بالقرآنِ، وليس بواجبٍ، إنْ قرأَ به الإِنسانُ لتحسينِ صوتِه، فهذا حَسَنٌ، وإنْ لم يقرأْ به فلا حَرَجَ عليه ولم يفته شيءٌ يأثم بتركِهِ. انتهى.

وأما القراءة بغير تدبر ففيها أجر ـ إن شاء الله ـ وعموم حديث الترمذي يقتضي أن له على كل حرف عشر حسنات وإن لم يكن متدبرا، ولكن القراءة مع التفهم والتدبر أعظم أجرا وأكثر مثوبة، وهي أصل صلاح القلب، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 133659.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني