الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استقلال الابن المتزوج بالسكن عن بيت أبيه

السؤال

بارك الله فيكم على هذا الموقع، والخدمة التي تقدمونها لنا.
مشكلتي أنا وزوجي تكمن مع أهله، وبالأخصّ والده، فمنذ زواجي وهم يسخرون مني لأني أضع الحجاب الشرعي، وأغطِّي وجهي.
زوجي رجل طيِّب وذو خُلُق، وهو زوج صالح، وولد بارٌّ بأبيه، وحنون مع أولاده، وهو الولد الوحيد بين أربع أخوات، حاصِل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة ألمانيا، مطلِّق، ولديه ابن وبنت من زوجته الأولى، وأولاده يحضرون أسبوعيًا عندي، وأعاملهم كأولادي.
والدته متوفاة، وقد تزوج والدُه ثانية بعد زواجنا بثلاثة أشهر، ومنذ زواجنا وأنا أخدمهم في البيت، وأطبخ لهم؛ حتى أن والده لم يكن يعدل، فيراني متعبة ولا يريد أن يزعج ابنته، بل يتركها ترتاح، مع العلم أنها لا تقوم بأي شيء، ثم لما تزوجت ابنته، وبعدها تزوج هو بقيت زوجته في غرفتها مدة شهر تأكل وتنام لا تساعد في أي شيء، وأنا حامل ومهددة بالإجهاض، ولكن لا أحدَ يرحمني، ثم أصبحنا أنا وزوجته نتناوب على أشغال البيت، ولا يصدقونني أنني أكاد أن أجهض، ومرّت الأيام هكذا حتى أدخلتُ المستشفى، وذات الأمر حدث مع حملي الثاني.
والد زوجي بصحة جيدة، وهو لا يصغي لابنه، ويسفِّهه، ويحقِّر آراءه دائمًا، ويقول له: أنت لا تعرف شيئًا، ويفضِّل زوج ابنته الأصغر سنًّا عليه، وليس لديه أي مستوى تعليمي، ولا يصلي، كما أنه يستمع لابنتيه الصغريين، ويأخذ برأيهما، وإذا صرختا في وجه أخيهما الأكبر لا ينهاهما، بل يخطِّؤه هو، حتى أنهما كانتا سببًا في طرده لأختهما الكبرى، والأخت الأخرى أيضًا إذا كلمته لا يرد عليها، ولا يجيبها في الهاتف، ولا يخبرها بسفره، مع العلم أنه أَعلَمَ جميع الناس إلا ولده أعلَمَه في الدقيقة الأخيرة، وابنته لم يُعلِمها.
وقام بتركيب الكاميرات في نواحي البيت الخارجية، وفي دَرَج البيت، ومؤخرًا وضع لنا كاميرا في الرِّواق، والطامّة أنه وصلها مع الإنترنت، يعني يقدر أي شخص يقوم بالقرصنة أن يرانا في بيتنا، والشخص الذي ركّب له الكاميرا لديه الكود، وبناته وأزواجهن كذلك لديهم، حتى أنني صرت أمشي في البيت بحجابي، ولما كلّمه ولده بعقلانية، وطلب منه نزع الكاميرا التي في البيت، وشرح له أنه من الممكن أن يرانا أي شخص خاصمه وصرخ في وجهه، وقال له: لا دخل لك، ولن أنزعها، وهو لا يكلِّمه وقاطعه، مع أن زوجي حين يراه يبادره بالسلام، ولكنه لا يرد، ولا يجيب إذا ناديناه للغداء، لم نعد نتحمل أذاهم لنا، فنحن نقيم في غرفة صغيرة في البيت فيها كل أغراضنا، حتى أننا لم نعد نخرج من غرفتنا، فسؤالي لفضيلتكم هو التالي:
ما حكم أن نخرج أنا وزوجي ونتخذ لنا سكنًا مستقلًا، مع العلم أننا لن نقطع صلتنا بوالده، وسنزوره دائمًا؟
وفي الأخير: أعتذر على الإطالة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على المحافظة على الحجاب، وحرصك على طاعة زوجك، والإحسان إلى أهله، و التعاون معه على بر والديه، فكل ذلك من الأعمال الصالحة التي يحبها الله عز وجل.

واعلمي أنّه لا حرج على زوجك أن يسكن في بيت مستقل عن بيت أبيه؛ بشرط أن يداوم على بر والده، والإحسان إليه، وانظري الفتوى رقم: 132250.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني