الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الطالب الذي لا يستطيع أداء كثيرٍ من الفروض في المسجد

السؤال

لقد علمت بوجوب الصلاة في المسجد، لكني طالب، ووقتي ضيق جدًّا، فلا أستطيع أداء الكثير من الفروض في المسجد، فما الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فنقول ابتداء: إن الفقهاء تعددت أقوالهم في صلاة الجماعة هل هي واجبة يأثم تاركها أم مستحبة؟ والقائلون بأنها واجبة اختلفوا هل هي واجبة في المسجد أم الواجب أن تصلى في جماعة ولو في غير المسجد؟ وقد فصلنا أقوال أهل العلم حول هذا في الفتويين التاليتين أرقامهما: 150043، 174811، وما أحيل إليه فيهما، وأيضًا الفتوى رقم: 128394.

والذي يمكننا قوله لك هو أنه ما دمت لا تستطيع أداء الصلاة في المسجد في بعض الأوقات، أو كثير منها فإنه لا إثم عليك حتى على القول بوجوب الجماعة في المسجد؛ إذ لا يكلِّف الله نفسًا إلا وسعها، وما أوجبه الله تعالى على العباد مناط بالاستطاعة، فمن عجز فلا إثم عليه، وقد قال عز وجل وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {الأعراف:42}، ونوصيك بأن تحرص على أداء الصلاة في جماعة المسجد بقدر المستطاع، فإن شقّ عليك ذلك فاجتهد أن تؤديها جماعة ولو في غير المسجد، فإن كثيرًا ممن قال بوجوب صلاة الجماعة لم يوجبها في المسجد، بل في أي مكان، فإن تعذر عليك أداؤها جماعة فلا حرج عليك -إن شاء الله تعالى- في أدائها منفردًا.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني