الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتداء الأخ على أخيه بالضرب المبرح بوجود الأب.. الحكم والواجب

السؤال

 السلام عليكم هل من سبيل لكفارة ظلم عظيم كظلمي الذي ارتكبته فلدي أخ يبلغ من العمر 11سنة أقوم بضربه في كثير من المرات ضربا" مبرحا" لدرجة تظهر فيها كدمات الضرب بوضوح شديد وتبقى لأيام وأسابيع وقد يخرج الدم في بعض المرات وأستعمل في الضرب العصي الثخينه والأسلاك والسبب في ذلك أنه رغم صغر سنه إلا أنه يخرج من البيت إلى وقت متأخر ويؤذي الناس ويرشق سياراتهم بالحجارة في أوقات مضت ويؤذي بعض الاقارب ولا يريد أن يدرس ومشاكس في المدرسة ويعارك بعض المعلمين ويسبهم ولا يدخل حصصه هذا وعمره 11 سنه أعلم أنه طفل لكن تعلمون شكاوى الناس كيف تثير الشخص لا مبرر لي مع العلم أن أبي على قيد الحياة وهو شديد معه برحمة أقصد لا يضربه كما أضربه أنا فأرجو أن تدلوني أولا" لتكفير هذا الذنب والجرم العظيم الذي أعلم والله أني لو لقيت الله دون توبة منه هلكت وتعلمون أن ذنوب العباد مبنية على المشاحه وثانيا" ماهي الطريقة المثلى للتعامل مع من هو مثله وكيف أحتويه فمهما تكلمت معه وتلطفت ومهما أعطيته من أشياء لا بد أن يخرج من البيت وإذا ذهبت لإحضاره يراني ويهرب ولا أدري أين يذهب
مع العلم أن لا إخوة لي غيره من الذكور
وجزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالضرب بهذه الطريقة المذكورة في السؤال لا يجوز لمن له ولاية التأديب، وهو الوالد، فكيف بمن ليس له هذه الولاية كالسائل؟! وراجع في ذلك الفتوى رقم: 225703، والفتوى رقم: 119808.

ولذلك فإن عليك أن تستغفر الله تعالى وتتوب إليه، ومن لوازم ذلك في حق المخلوقين أن يستحل المعتدي من المعتدى عليه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه. رواه البخاري.

وإذا كان المعتدى عليه لم يبلغ بعد، فهل يُطلب منه العفو كما يطلب من الكبير؟ فهذا لم نجد أحدا من أهل العلم نص على حكمه فيما اطلعنا عليه من مصادر، خاصة وأنهم اختلفوا هل للأب أن يستوفي حق القصاص الذي لابنه، أم يتركه حتى يبلغ؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا فيه نزاع معروف بين العلماء. اهـ.

والذي نراه في مثل حالك أن تطلب العفو من أبيك وأخيك، ولو بلغ الأمر أن يُمكِّن أبوك أخاك من الاقتصاص منك، فإن أخاك قد راهق وقارب البلوغ، ومثله يفهم معنى الذنب والعفو عنه.

وأما كيفية معاملة أخيك فنوصيك أن تقرأ في ذلك كتاب: (مشكلات الأطفال: تشخيص وعلاج لأهم عشر مشكلات) للدكتور عبد الكريم بكار. وهو متوفر على الإنترنت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني