الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنا في صلاة الصبح، فصلينا ركعتين وفي التشهد الأخير تفاجأنا بالإمام يقوم في منتصف التشهد تقريبا، أي قبل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فنبهناه بسبحان الله، فجلس فأتممنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فسجد الإمام سجدة واحدة، فظننا أنه يسجد للسهو فسجدنا معه، ثم وجدناه يقوم وقد قام بالفعل فنبهناه بسبحان الله ونبهه أحدهم فقال: اجلس هذه صلاة الصبح،. فجلس الإمام برهة يقرأ التشهد الأخير، ثم سجد سجدة للسهو فسجدتها معه، ثم سجد أخرى فلم أسجد معه؛ لأني بهذا سأكون سجدت ثلاث سجدات للسهو فتبطل صلاتي بسبب السجدة الزائدة، إذن أنا سجدت سجدة قبل قيام الإمام للمرة الثانية ظنا منا أنه كان يسجد للسهو، ثم سجدت ثانية حينما جلس الإمام للمرة الأخيرة، والثانية له أي الثالثة لي لم أسجدها، فما حكم صلاتي؟ علما بأني أعدت الصلاة احترازا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن السجدة الأولى التي سجدتها مع إمامك لم يكن يقصد منها أن تكون إحدى سجدتي السهو، وعليه فقد وقعت في غير محلها, وتعتبر زائدة, وبالتالي فلا تحسب لك من سجدتي السهو.

وبخصوص عدم سجودك مع إمامك سجدة ثالثة فقد ترتب عليه عدم متابعتك له في سجود السهو, وهذا مبطل للصلاة عند بعض أهل العلم, وما فعلته من إعادة صلاتك هو الأقرب للورع والاحتياط في الدين, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 117305.

تنبيهان: الأول: قول أحد المصلين للإمام: "اجلس هذه صلاة الصبح" فهو من قبيل الكلام لإصلاح الصلاة، وهو غير مبطل لها إذا لم يفهم المقصود بغيره، وكان بقدر الحاجة، على ما بيناه في الفتويين التاليتين: 6403 // 76980.

الثاني: كان الأولى فى حق هذا الإمام أن يسجد للسهو بعد السلام لأجل الزيادات التي صدرت منه, لكن السجود قبل السلام قد قال به بعض أهل العلم, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 120798.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني