الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز فتح موقع نافع وتضمينه بمقاطع موسيقية بغية اجتذاب الجمهور

السؤال

أنا أعمل في أحد المواقع، ويُنشر فيها: مقاطع للفيديو الغريبة، والطريفة، والثقافية، والمنوعة، والإسلامية.
بعض المقاطع يظهر فيها نساء، لكن بدون تفاصيل واضحة مثل هذا المقطع: https://www.youtube.com/watch?v=ok6YrLN5L_k، فهل يجوز نشره؟
وهل هذا المجال من العمل جائز؟ حيث إنني أنوي فتح موقع بنفسي للمواضيع الثقافية، والتكنولوجيا، ومقاطع الفيديو، والمواضيع الإسلامية،
ومقاطع الفيديو التي أنشرها لن تحتوي على نساء غير محجبات، أو فاتنات، أو أغاني، أو ما يفتن الناس، وما شابه ذلك.
لكن أحيانًا يكون هناك مقاطع عن غزة مثلًا، أو سوريا، ويكون بها معازف، فهل يجوز نشرها؟
وبعض المقاطع تكون ترفيهية، وبها معازف أيضًا، فهل يجوز نشرها؟
هذه المواضيع والمقاطع تلقى رواجًا، وتلفت انتباه مستخدمي الإنترنت، حيث إن أحد أهدافي من الموقع اجتذاب الجمهور لموقعي بدلًا من الذهاب إلى المواقع الأخرى التي تنشر مثل هذه المواضيع، أو المتخصصة في مقاطع الفيديو، لكنها تنشر الغث والسمين، وتدس السمّ في العسل.
موقعي سيكون -إن شاء الله- ملتزما بالضوابط الإسلامية، ويراعي المجتمع العربي، وأريد أن أجذب الزوار الذين يبحثون عن مقاطع الفيديو، بحيث لا يشاهدون النساء في مواقع الفيديو الأخرى، أو ما يخالف الإسلام، لكن لو لم أنشر المقاطع المنضبطة، والمحتوية على المعازف، لن أتمكن من جذب هؤلاء الزوار، وسيذهبون إلى المواقع التي وصفتها لكم بما فيها من مفاسد.
فهل يجوز نشرها بالمعازف؟ ويعلم الله أنني لا أبحث فقط عن التربح من خلالها، بل أبتغي الأجر بجذب الناس إليّ، وصونهم عن النظر إلى المحرم المنتشر في المواقع العربية الأخرى، بالإضافة إلى نشر المقاطع المفيدة بين هذه المقاطع.
وأريد منكم المقياس الذي يمكن من خلاله الحكم إن كان يجوز القيام بفعل به ضرر يسير، أو عيب، كما في هذه المسألة.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العمل في مثل هذه المواقع التي يكثر فيها نشر الخير، ونفع الناس، جائز بشرط ألا تباشر نشر المقاطع التي تحتوي على مخالفات شرعية، كالصور المحرمة، أو الموسيقى، فقد نهى الله تعالى عن التعاون على الإثم والعدوان، فقال تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. {المائدة:2}.
ومقصدك الحسن في نفع الناس، وصرفهم عن المواقع المحرمة، تؤجر عليه، ولكن لا يبيح لك ذلك أن تنشر مقاطع موقع فيها مخالفات شرعية، ولو كانت الحجة في ذلك جلب الناس إلى النافع من المواقع، وحسبك أن تنشئ موقعًا خاليًا من المخالفات والمحاذير، وأمر هداية الناس ليس بيد أحد من الخلق، وإنما هو بيد الله تعالى.
فالمقياس في نشر مقاطع الفيديو: خلوها من المحرمات.

ونعتذر عن مشاهدة المقطع الذي وضعت رابطه، وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 26290، 74147، 54316، 118561.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني