الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام من كانت تعتبر الدم كله استحاضة ولم تكن تغتسل بعد انتهاء المدة المعدودة حيضا

السؤال

جزاكم الله خيرا.
قبل سنوات أصبت بالاستحاضة واستمرت معي حوالي ستة أشهر.
والآن بعد مرور تلك السنوات أصابني شك كيف كنت أصلي تلك الأيام؟ وهل كنت أغتسل من الحيض أم لا؟.
وأظن أني لم أكن أغتسل، وكنت أعد الدم كله استحاضة، ولم أترك الصلاة، لكن لست متأكدة من ذلك.
فهل يلزمني إعادة تلك الصلوات؟ وكيف أحسبها وأنا لست متأكدة من العام ولا من الأشهر؟.
مع العلم أني في الفترة الأخيرة أصبح عندي تشدد، وشك في العبادات، وكثرة احتياط.
وشق آخر هو أني أيضا قبل عام تقريبا أصبت باستحاضة وكنت أصلي لكن لم أكن أحشو المنطقة بالقطن أو المناديل، فقط كنت أضع الفوطة المعروفة وهي لا تمنع خروج الدم كما تعلمون من الفرج، كما يفعل حشوه بالقطن أو المنديل، فهل صلاتي صحيحة بمعنى أنه كان يكفيني وضع الفوطة في ملابسي الداخلية؟.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر؛ كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 120064، فإذا شككت في صحة صلواتك المسؤول عنها فالأصل صحتها، فإذا تيقنت أنك لم تكوني تغتسلين بعد انتهاء المدة المعدودة حيضا، وكنت تجهلين الحكم ففي وجوب إعادة الصلوات والحال هذه خلاف انظريه في الفتوى رقم: 125226، وإذا كنت مصابة بالوسوسة فلا حرج عليك في الأخذ بالقول الأيسر على ما بيناه في الفتوى رقم: 181305.

وأما ما يلزم المستحاضة فعله لمنع خروج الدم فقد أوضحناه مفصلا في الفتوى رقم: 150061، فلتنظر، فإن كنت قصرت في هذا الواجب جهلا فلا يلزمك إعادة شيء من الصلوات؛ لأن اجتناب النجاسة إنما يجب مع العلم والقدرة، ومن ثم فصلاتك محكوم بصحتها. لكن عليك أن تفعلي فيما يستقبل ما أرشدنا إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني