الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تعرف زوال حكم الوسوسة

السؤال

قرأت أن ضابط كون المرء مصابًا بالوسواس: أن يتكرر معه الشك كل يوم، ولو مرة، حينها يبني على الأكثر، ولا يلتفت للشك، فبدأت أرصد الأيام، واعتبرت نفسي غير مريض حتى أتأكد، وكنت أسجد للسهو، وآخذ بالأقل، فتكرر معي ثلاثة أيام، فوجدت أني سأرهق في متابعته لحين التأكد، فبدأت لا ألتفت إليه، وبدأت آخذ بالأكثر، واستمررت في رصد الأيام حتى مرت أيام كثيرة تكرر فيها معي كل يوم، ولكني لم أكن أعرف أنه لا بد أن يتكرر في نفس جنس العمل، يعني: في الصلاة فقط، أو الوضوء فقط، ثم قطعت رصد الأيام، واستمررت على عدم الالتفات إليه، والأخذ بالأكثر لمدة شهرين، والأن أريد أن أعرف: هل انقطع عني أم لا؟ هل أبدأ في رصد الأيام، وأستمر على الأخذ بالأكثر أم أعتبر أنه ذهب عني، وآخذ بالأقل حتى أتأكد أنه لم ينقطع؟
وما حكم الصلوات التي أديتها في الفترة الأولى قبل أن أتأكد، والتي اعتبرت نفسي فيها مريضًا، وكذلك لأني حسبت فيها أن الشك في غير الصلاة يعتبر مرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت مريضًا بالوسواس فأعرض عن الوساوس، ولا تلتفت إليها، ولا تعرها اهتمامًا حتى يشفيك الله تعالى، وتعلم أنك صرت غير موسوس بألا تعرِض لك الوساوس، ولا تشغل نفسك برصد الوساوس، ولكن اشغل نفسك بمدافعتها، وتجاهلها، وعدم الالتفات إليها، فإذا شعرت أن حالتك قد صارت طبيعية بأن صرت لا تكثر الشك في طهارتك، وصلاتك، ونحو ذلك، فعندها يزول عنك حكم الموسوس، وصلواتك حيث أخذت بحكم الموسوس -من البناء على الأكثر، وتجاهل هذه الوساوس- صحيحة، وانظر لبيان كيفية التعامل مع الوساوس الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني