الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إسداء النصيحة في الأشخاص والمؤلفين هل يعتبر من الغيبة؟

السؤال

عندما أستشير أحد الأشخاص عن بعض الكتب فيقول: إن هذا الكتاب أفضل، لأنه سهل، والكتاب الآخر لا أنصحك به، لأنه غير جيد، أو يقول: أسلوب الكاتب هذا أفضل من ذلك الكاتب. فهل تدخل هذه في الغيبة؟
وأحيانًا ننتقد الأخطاء الموجودة في الكتاب لنستفيد، فهل تدخل في الغيبة -سواء كان الكاتب مسلمًا أم غير ذلك-؟
أفتوني، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما ذكر ليس من الغيبة في شيء، وإنما هو من النصيحة التي هي أساس الدين؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: الدين النصيحة... الحديث. رواه مسلم، ومن لم يبين حقيقة ما يعلم إذا استشير فيه فقد خان وغش؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: المستشار مؤتمن. رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني. قال السندي: أَيْ: أَمِين، فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَخُون الْمُسْتَشِير بِكِتْمَانِ الْمَصْلَحَة، وَالدَّلَالَة عَلَى الْمَفْسَدَة. اهـ. وقال صلى الله عليه وسلم: من أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه. رواه البيهقي، والترمذي.
فيجب على المسلم إذا استشاره أخوه في كتاب، أو غيره، أن ينصحه، ويبين له حقيقة ما يعلم منه، ولكن لا يجوز له أن يذكر عيوب المؤلفين غير المتعلقة بكتبهم، أو يذكر عيوبًا ليست فيهم، فذلك إما أن يكون من الغيبة أو البهتان، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته". رواه مسلم. وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى: 64896.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني