الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في زيارة المتزوجة لوالديها وعلاقتها بالبر

السؤال

أنا سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات، والآن معي طفلان توأمان عمرهما عام، وأسكن على بعد نصف ساعة أو يزيد من أمي، وهى امرأة مطلقة، وأختي الصغيرة تسكن معها، ولكنها دائمًا منشغلة بدراستها، لأنها في المرحلة الجامعية، وأنا لا أستطيع أن أتحرك بالطفلين بمفردي، فعند زيارة أمي أحتاج زوجي كي يوصلني بسيارته، ويأخذني عند الرجوع.
المشكلة تكمن في الآتي:
- أن زوجي لا يحب أن يجلس كثيرًا عند أمي -فقط ساعة أو ساعة ونصف-.
- زوجي لا يحب أن يوصلني؛ لأن الزحام يسبب له إرهاقًا خفيفًا، ويضيع له وقته، ولا يجد مكانًا يقضي فيه وقته أثناء بقائي عند أمي.
- أمي تريد أن أبقى عندها يومًا كاملًا، أو نصف يوم على الأقل؛ حتى ترى أطفالي، وتستمتع بهم، وأنا أيضًا أريد أن أبقى عندها هذه المدة حتى أخدمها، وأرضيها.
- زوجي يريدني أن أزور أمي مرة كل أسبوعين، وأنا أريدها مرة كل أسبوع.
- عند كل زيارة تحدث مشاجرة بيني وبين زوجي حتى يوافق أن يوصلني لأمي.
- زوجي يعتبر أن المرأة بمجرد زواجها لا تكون ملزمة بطاعة الوالدين، وهو فقط الذي سوف يحاسب على والدته، وأنا لن أحاسب على والدتي عندما تغضب مني بسبب عدم زيارتي لها مرة كل أسبوع.
- زوجي يقول لي: إن صلة الرحم تكفي فيها زيارة ساعتين أو عن طريق الهواتف.
أريد أن أوضح شيئًا:
- أنه قبل أن أنجب كان زوجي لا يعارض في ذهابي إلى أمي، لأني كنت أذهب بمفردي، ولا أحتاج إلى مساعدته.
- أمي تبكي كثيرًا لأني لا أجلس عندها الوقت الذي تريده، وتشعر بأننا لا نحبها، وسوف نهملها عندما تتزوج أختي الصغيرة، وأحيانًا يحدث لها اكتئاب خفيف بسبب هذه الأفكار.
- أمي لا تستطيع أن تأتي إلى بيتي لأنه قد حدث خلاف بينها وبين زوجي سابقًا، ولا تشعر بالراحة في بيتي، وأيضًا هي تعمل معلمة، وتكون مشغولة طوال فترة الدراسة.
أرجو أن توضحوا لي ما هي حقوق أمي عليّ مع مراعاة ظروفها، وأنها مطلقة، وتقضي معظم وقتها بمفردها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف أهل العلم في حكم منع الزوج امرأته من زيارة والديها، والراجح عندنا: أنّه لا يمنعها من زيارتهما إلا إذا خشي عليها الفساد من جهتهما، وأنّ قدر الزيارات ليس له حدّ مقدر، ولكنّه يختلف باختلاف العرف، وانظري الفتوى رقم: 110919، والفتوى رقم: 7260.
وعليه؛ فلا يلزم زوجك أن يأذن لك في زيارة أمّك بالقدر الذي تطلبين أو تطلبه أمّك، ولا إثم عليه ولا عليك في ذلك -إن شاء الله-

ولا يعني هذا أنّكِ لستِ مأمورة ببرّ والدتك، بل برّها واجب عليكِ بكل حال، ولا يسقط حق الأمّ عن المرأة المتزوجة، لكن إذا تعارضت طاعتها مع طاعة الزوج، فطاعة الزوج أولى؛ قال ابن تيمية -رحمه الله-: "الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ." مجموع الفتاوى - (32 / 261).
ولا مانع من التفاهم بينك وبين زوجك، ليعينك على برّ أمّك، والإحسان إليها، مع مراعاة كل منكما لظروف الآخر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني