الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصية هادية للمبتلى بالوسوسة

السؤال

أولًا: أنا أشكركم الشكر الجزيل على هذا الموقع، وجعل الله هذا في ميزان حسناتكم.
أنا صاحبة الفتوى رقم: 2515058، وأرجوكم عندي استفسار ثانٍ، وأنا أرجو منكم مساعدتي؛ لأنه ليس لي ملجأ بعد الله إلا موقعكم، ذلك لثقتي فيه، لكن هذا لا يكون إلا بقراءة سؤالي في الفتوى رقم: 2515058، وذلك لترابطهما، أما بعد:
أنا عندما تعرضت للحالة التي ذكرتها في الفتوى السابقة قلت لأختي: إن حُلت مشكلتي سأعود لحياتي، وهذا ما تلفظت به شفتاي، وفي هذه اللحظة خطر ببالي قراءتي اليومية للقرآن، مع أنني لم أتلفظ به، بل مجرد حديث نفس، ولم يخطر ببالي أي طاعة أخرى.
سؤالي هو: بإجابتكم على فتواي السابقة تكون مشكلتي قد حلت، وبهذا؛ هل يا ترى يكون هذا نذرًا آخر، وبالتالي؛ الطاعات السابقة التي ذكرتها في الفتوى السابقة تصبح نذرًا هي الأخرى؟ مع العلم أنني لا أذكر هل قصدت بحياتي السابقة الطاعات أم قصدت العودة إلى حياتي الخالية من الوسواس، لأنني حينذاك كنت في حالة يرثى لها من الوسواس.
وأرجوكم عندي استفسار آخر: في الفتوى السابقة ذكرت أنني صليت الفجر، ودعوت الله أن يبين لي إن كان نذرًا أم لا، ولكنني تذكرت أنني صليت ركعات من قيام الليل قبيل الفجر، ودعوت الله، ثم صليت الفجر، ودعوت الله أيضًا. أرجوكم: هل هذا سيغير مما قلتموه لي بخصوص فتواي، لأن الوساوس تسيطر عليّ، وتقول: إن الحكم مختلف.
أرجوكم: قدروا حالتي، والله إنني خجلة منكم مما أتفوه به، لأنه سيبدو لكم تافهًا، والله في الأيام السابقة أحسست أنه لم يبق بيني و بين الجنون إلا خطوة، لكن مشكلتي الآن أنني عندما أحاول تجاهل هذا النذر، تأتي في بالي العبارة التي سمعتها، وهي -كما قلت-: (هذا نذر).
أرجوكم: كيف أستطيع أن أتخلص من هذه الحالة دائمًا. أقول: ماذا لو حاسبني ربي، وأدخلني جهنم بسبب هذا النذر، والله هذا لا يعني أنني أشكك في ما قلتموه لي، فلولا ثقتي في موقعكم لما عرضت عليكم حالتي، لكن أنتم أدرى الناس بما يفعله الوسواس بصاحبه، والله أنا أريد أن أبدأ حياة جديدة خالية من هذه الوساوس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكلامك لأختك لا يترتب عليه شيء، فليس هو يمين، ولا نذر، وأما ما يتعلق بسؤالك السابق: فالذي نراه أن الأمر لا يعدو كونه وسوسة؛ فقد بلغ الوسواس منك مبلغًا عظيمًا، ونذكر لك نصيحة عظيمة للشيخ/ محمد المختار الشنقيطي -حفظه الله- حيث يقول: أما الأمر الثاني الذي يوصى به من ابتلي بالوسوسة: الارتباط بالعلماء؛ أن يرتبط الموسوس بطالب علم، أو بشيخ، ولا يفتي نفسه، فإذا أفتاه ذلك العالم، أو من عنده علم وبصيرة، فليعمل بفتواه، ولا يلتفت إلى أي شيء سواه.انتهى.

فطالما أفتيناكِ، ثقي بالفتيا، واعملي بها، ونبشركِ بأنكِ إن لهيتِ عن الوساوس فترة يسيرة، ارتاحت نفسك، وذهب ما تجدينه -إن شاء الله-، فاعملي بوصايانا في الفتوى السابقة تسلمي من الوسواس -إن شاء الله-، واحذري من الاسترسال مع الوساوس، فإن مآل ذلك سيء جدًا، ونسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني