الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين المني والمذي، والتطهر من المذي

السؤال

يا شيخ أنا كنت ـ قبل أن أعلم أن المذي يمكن أن يخرج حال النوم ـ كنت كل ما أجد بللا في ثيابي أغتسل الغسل الأكبر وأعتبر البلل الذي أحيانا كان يصيب فراشي الذي تحتي طاهرا إذا جلست عليه مبتلا لا أبالي، لكن بعدئذ قرأت للشيخ ابن عثيمين في أحد المواقع أنه يمكن أن يخرج حال النوم، فأنا الآن لا أعرف هل أغسل البقع فقط أم أغسل الفراش كاملا، أغسل فرشي كلها مع أنني لا أعرف هل خرج مني أو مذي أو لا؟ ففراشي فيه بعد البقع الجافة، وأنا تركتها قبل على أساس أنها مني طاهر، لكن الآن ماذا أفعل؟ وأنا وضعت الفراش في حوض الحمام وضعته مجتمعا ورششت عليه ماء حتى تأكدت أنه ابتل كله ونشفته، وعندما جف كانت لا تزال بعض البقع الجافة، فهل هذه مذي أم أنه المني؟ وكيف أغسل المذي من الفراش إن كان يابسا وإن كان مبتلا، هل أصب عليه ماء فقط أم أصب عليه ماء وأفركه وأذهب به إلى الحنفية، وإذا صببت عليه ماء وهو مبتل دون أن أفركه ومع ذلك بقيت البقعة جافة، هل يجب أن أفركه أم أن المذي يزول ولا يحتاج إلى فرك.
وهل يجب علي أن أخبر إخواني الآن أنه في حال النوم يمكن أن يخرج مذي؟ ويجب أن تطهر فرشكم لأنكم إذا جلستم عليها مبتلين ستتنجسون، ولكن إذا قلت لهم ذلك أخاف أن أصيبهم بالوسوسة، وحتى إذا أخبرتهم كيف أفرق لهم بين المذي والمني؟ وهل صحيح أن شيخا قال إن المذي إذا كان يخرج منك كثيرا فيكفي النضح، وان كان نادرا فيجب غسله.
وفي حال أنه أصاب فراشي هل أصب عليه ماء فقط، أم ماذا إن كان قد وصل إلى باطن الفراش، وهل يمكن أن ينزل بول في حال النوم؛ لأن أحدا قال ذلك ولكني لست مريضا ـ الحمد لله ـ لذلك أستبعد ذلك، فهل هذا صحيح؟.
وسؤال آخر هل أعتبر كل ما ينزل مني أثناء النوم يعني لما أستيقظ أجد بللا في ثوبي أو يصيب فراشي أعتبره منيا ولا أبالي، أم لا يجب علي أن أبحث إن كان منيا أو إن كان مذيا؟ وسؤال آخر هل المني والمذي ينزلان مع بعض أم لا؟ إذا وجدت منيا على ثوبي فهو مني، وإذا وجدت على ثوبي مذيا فهو مذي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن الواضح أنك مصاب بالوسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس، وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601، والفرق بين المني والمذي واضح وقد بيناه في الفتوى رقم: 34363، فانظرها، والمذي يكفي في تطهيره النضح من الثياب ونحوها على الراجح، وانظر الفتوى رقم: 50657، وإذا رأيت ما تشك في كونه منيا أو مذيا فإنك تتخير بينهما فتعطيه حكم ما شئت منهما، فإذا جعلته منيا لم يلزمك تطهيره، وانظر الفتوى رقم: 64005، وإذا شككت في خروج شيء كبول أو مذي أو غير ذلك فالأصل عدم خروجه فابن على الأصل وهو بقاء الطهارة، وعدم خروج النجاسة ولا تحكم بخروج شيء منك إلا بيقين جازم تستطيع أن تحلف عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني